كيف يتشكل خشب العود؟

خشب العود، أو "الدهن" كما يُعرف في بعض الثقافات، هو نتاج تحول فريد يحدث في أشجار العود (جنس Aquilaria وGyrinops) عند تعرضها لإصابات أو عدوى فطرية. تبدأ القصة عندما تُصاب الشجرة بجروح طبيعية بسبب العواصف أو الحشرات، أو عند تدخل البشر لإحداث شقوق متعمدة في جذعها. كرد فعل دفاعي، تفرز الشجرة راتنجًا غنيًا بالمركبات العطرية، والذي يتفاعل مع الفطريات مثل Phialophora parasitica، مُشكّلاً مادة داكنة اللون ذات رائحة مميزة. هذه العملية قد تستغرق عقودًا، مما يجعل العود أحد أغلى المواد الطبيعية في العالم.

العوامل البيئية المؤثرة في جودة العود

لا تعتمد جودة العود فقط على نوع الشجرة، بل أيضًا على الظروف البيئية. تُنتج الأشجار في المناطق الاستوائية المطيرة مثل إندونيسيا وكمبوديا عودًا ذا رائحة عميقة بسبب الرطوبة العالية التي تعزز نمو الفطريات. في المقابل، تُظهر دراسات (الهيئة الآسيوية للأخشاب، ٢٠١٨) أن الأشجار في التربة الغنية بالمعادن تُفرز راتنجًا أكثر كثافة. كما أن ارتفاع الأشجار في الجبال يُبطئ عملية التمثيل الغذائي، مما يزيد تركيز الزيوت العطرية وفقًا لأبحاث الدكتور أحمد المنصوري في جامعة الإمارات.

الدور الثقافي والاقتصادي للعود

يحمل العود مكانة روحية واقتصادية فريدة في العالم العربي. منذ القرن السابع الميلادي، ذكره الشعراء مثل امرئ القيس كرمز للرفاهية. اليوم، تُشير بيانات غرفة تجارة دبي (٢٠٢٣) إلى أن سوق العود يُقدّر بـ ١٢ مليار دولار سنويًا، مع تركيز ٤٠٪ من الإنتاج في دول الخليج. يُستخدم في صناعة العطور الفاخرة مثل "عطر الملك" السعودي، وفي الطب التقليدي لخصائصه المضادة للالتهابات حسب دراسة نُشرت في مجلة Journal of Ethnopharmacology (٢٠٢١). هذه القيمة المتعددة الأوجه تجعل العود جسرًا بين التراث والحداثة.