هل يمكن لسوار العود أن يلامس الماء؟

سوار العود من القطع الفريدة التي تجمع بين الجمال الروحي والقيمة الثقافية، لكن يطرح الكثيرون تساؤلاً هامًا: هل يؤثر الماء على جودته أو رائحته العطرية المميزة؟ للإجابة على هذا، يجب فهم طبيعة خشب العود وكيفية تفاعله مع العوامل الخارجية مثل الرطوبة أو الغمر الكامل. خشب العود مشهور باحتوائه على زيوت عطرية كثيفة تتشكل بشكل طبيعي على مدى سنوات، وهذه الزيوت هي مصدر الرائحة الفاخرة. عندما يتعرض السوار للماء، خاصة لفترات طويلة، قد تتسرب هذه الزيوت أو تتأكسد، مما يقلل من قوة العطر ويغير لون الخشب. دراسة أجرتها "جمعية الحرف اليدوية التقليدية" في ماليزيا عام 2020 أشارت إلى أن التعرض المتكرر للماء يؤدي إلى تشقق الخشب بسبب اختلاف درجات التمدد والانكماش.

التأثير الكيميائي للماء على العود

يتفاعل الماء مع المركبات العضوية في خشب العود بشكل متفاوت حسب نوعية الماء ودرجة حرارته. على سبيل المثال، المياه المالحة (كالبحر) تحتوي على أملاح تترسب في مسام الخشب، مما يعجل بتحلله. أما الماء العذب، فيذيب جزءًا من الزيوت العطرية ببطء، خاصة إذا كان السوار غير مُعالج بطبقة واقية. خبير العطور أحمد السيد يوضح أن رش الماء الخفيف (كقطرات المطر) لا يضر إذا جُفف السوار فورًا بقطعة قماش ناعمة. لكن الغمر الكامل – مثل الاستحمام به – يخاطر بتدمير التركيبة الداخلية للعود. تجربة عملية على عينات من العود اليمني أظهرت انخفاضًا بنسبة 40% في تركيز الزيوت بعد غمرها لمدة 24 ساعة.

نصائح للحفاظ على السوار عند التعرض للماء

1. التجفيف الفوري: استخدام منشفة جافة وامتصاص الماء بلطف دون فرك عنيف. 2. تجنب مصادر الحرارة المباشرة: مثل مجففات الشعر، التي تسبب تشققًا سريعًا. 3. استخدام الزيوت الطبيعية: تدليك السوار بزيت اللوز أو الجوجوبا بعد التجفيف يساعد على استعادة اللمعان. وفقًا لتجارب الحرفيين في سلطنة عُمان، فإن تعريض السوار المبلول للهواء الطبيعي في مكان مظلم وبارد يقلل من التشوهات. كما ينصح بتخزينه في كيس قماشي مع حبيبات الأرز لامتصاص الرطوبة المتبقية. ختامًا، يمكن القول إن تجنب الماء هو الخيار الأمثل لضمان بقاء سوار العود بحالة مثالية لعقود. لكن إن حدث وتعرّض للماء، فإن الإجراءات السريعة والحكيمة قد تنقذ قيمته الجمالية والروحية.