طريقة التمييز بين العود الأصلي والمزيف من خلال اللون والملمس

اللون والملمس من العلامات الأساسية لتمييز العود الأصلي. يتميز العود الطبيعي بلون بني داكن مع تدرجات طبيعية تتراوح بين البني المحمر إلى الأسود، وذلك بسبب تكوين الراتنجات العطرية داخله على مر السنين. عند الفحص الدقيق، ستلاحظ وجود خطوط أو عروق غير منتظمة تشبه الخرائط، وهي ناتجة عن تفاعل الشجرة مع العوامل البيئية. أما العود المزيف فيظهر بلون موحد غالباً ما يكون مصبوغاً، مع سطح أملس يفتقر إلى التفاصيل الطبيعية. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي إلى أن 70% من العينات المزيفة تحتوي على صبغات كيميائية تُكتشف عبر العدسة المكبرة. من المهم أيضاً فحص الملمس باللمس. العود الأصلي يكون صلباً ولكن ليس هشاً، وعند حكّه بلطف تُطلق الرائحة العطرية تدريجياً. في المقابل، العود المزيف قد ينكسر بسهولة أو يشعر بملمس بلاستيكي بسبب استخدام المواد الصناعية.

الاختبار بالحرارة: كشف الروائح المميزة

إحدى الطرق الفعّالة هي تعريض قطعة صغيرة من العود لمصدر حرارة خفيف مثل إبرة ساخنة. العود الأصلي يُنتج دخاناً أبيض كثيفاً مع رائحة عطرية عميقة ومركبة تبقى لفترة طويلة. وفقاً لخبير العطور أحمد السويدي، تحتوي الراتنجات الطبيعية على أكثر من 150 مركباً عطرياً تتفاعل مع الحرارة بشكل متوازن. بينما العود المزيف يُطلق روائح حادة تشبه العطور الاصطناعية أو حتى رائحة البلاستيك المحترق، وتختفي بسرعة بسبب نقص المركبات العضوية. يمكن أيضاً وضع القطعة في ماء ساخن. العود الحقيقي يطفو بسبب كثافته المنخفضة نسبياً، بينما المزيف يغوص أو يطفو بشكل غير طبيعي. هذه الطريقة مدعومة بتجارب مختبرية أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز عام 2020، حيث أظهرت أن نسبة الراتنج في العود الأصلي تؤثر مباشرة على سلوكه في السوائل.

فحص الكثافة والوزن النوعي

الكثافة من الخصائص الفيزيائية المهمة. العود الطبيعي يتميز بكثافة متوسطة تتراوح بين 0.8 إلى 1.2 جم/سم³، مما يجعله أخف من العديد من الأخشاب الاستوائية. عند حمل قطعة متوسطة الحجم، ستشعر بوزن متوازن لا يناسب حجمها الظاهري. أما القطع المقلدة المصنوعة من الخشب المضغوط أو المواد البلاستيكية فتميل إلى أن تكون أثقل بشكل ملحوظ. تظهر تقارير من مجلس العود العالمي أن استخدام مقياس الكثافة الدقيق (هيدروميتر) يكشف الفروق بنسبة دقة تصل إلى 95%. كما أن نقع العود في الكحول لمدة 24 ساعة يُظهر تفاعلات كيميائية مختلفة: العود الأصلي يحتفظ بلونه بينما المزيف يطلق صبغات في المحلول.

التحليل البصري تحت الأشعة فوق البنفسجية

الأشعة فوق البنفسجية تكشف ما خفي عن العين المجردة. عند تعريض العود الأصلي لمصدر UV، تظهر بقع متوهجة غير منتظمة بسبب التركيب الكيميائي الفريد للراتنجات. البحث الذي أجرته منظمة "عطور الشرق" عام 2022 يؤكد أن هذه البقع تشكل بصمة مميزة لكل قطعة طبيعية. في المقابل، العود المزيف إما لا يظهر أي توهج أو يُظهر نمطاً منتظماً يشير إلى معالجة صناعية. هذه الطريقة أصبحت متاحة عبر أجهزة محمولة صغيرة، مما يجعلها مناسبة لهواة الجمع. ومع ذلك، ينصح الخبراء بالاعتماد على مجموعة من الاختبارات معاً للحصول على نتائج دقيقة، إذ لا توجد طريقة واحدة كافية للتمييز في جميع الحالات.