سر الأسرار- اكتشف القوة الخفية وراء التميز والإبداع
chenxiang
4
2025-08-05 08:57:58

ما هو العود وأصوله النباتية؟
ينتمي العود إلى جنس الأشجار الاستوائية المعروفة علمياً باسم "أكويلاريا" (Aquilaria) و"جيرينوبس" (Gyrinops) ضمن فصيلة الثيميلايوية (Thymelaeaceae). تُنتج هذه الأشجار مادة العود العطرية الفريدة كرد فعل طبيعي على الإصابات الفطرية أو الجروح الخارجية. تتميز أشجار الأكويلاريا بأوراقها الخضراء الداكنة وأزهارها الصغيرة البيضاء، وتنمو بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية الممطرة بجنوب شرق آسيا والهند.
أشارت دراسة أجراها عالم النبات الدكتور أحمد فاروق (2020) إلى أن هناك 21 نوعاً معترفاً به ضمن جنس الأكويلاريا، لكن فقط 15 نوعاً منها قادرة على إنتاج الراتنج العطري بكثافة. تعتمد جودة العود على عوامل مثل عمر الشجرة ونوع الإصابة وطول فترة التخمير التي قد تستمر لعقود.
العملية الكيميائية الحيوية لتكوين العود
تبدأ رحلة تكوين العود عندما تتعرض الشجرة لهجوم من فطريات مثل "فوزاريوم" أو إصابات ميكانيكية. كآلية دفاعية، تفرز الشجرة مادة راتنجية غنية بمركبات "السيسكويتربين" العطرية. وفقاً لبحث نُشر في مجلة الكيمياء الطبيعية (2018)، تحتوي هذه المادة على أكثر من 150 مركباً عطرياً، أبرزها الأغاروفوران والأغاروسبيrol.
تستغرق عملية النضج الكامل للراتنج ما بين 20-50 عاماً. كلما زادت مدة التخمير، ارتفعت نسبة التركيز العطري، مما يفسر التفاوت الهائل في أسعار العود الذي قد يصل فارق الجودة بينه إلى 3000% حسب دراسة السوق التي أجراها مركز دبي للعود (2022).
القيمة الثقافية والاقتصادية في العالم العربي
يحتل العود مكانة أسطورية في التراث العربي، حيث ارتبط باستخداماته في الطب التقليدي والطقوس الدينية منذ العصر الجاهلي. تشير المخطوطات الأموية إلى استخدامه في تطييب المساجد، بينما ذكر ابن سينا في "القانون في الطب" فوائده في علاج أمراض الصدر.
تحقق دول الخليج أعلى معدلات الاستهلاك العالمي، حيث تشير إحصاءات غرفة تجارة دبي إلى استيراد 58 طناً من العود سنوياً بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار. يعتبر العود الهملاني (من كمبوديا) والعود الهندي الأكثر طلباً، حيث يصل سعر الغرام الواحد من النوعيات الفاخرة إلى 500 دولار.
تستثمر المملكة العربية السعودية حالياً في مشاريع تشجير ضخمة لأشجار الأكويلاريا في منطقة عسير، بالتعاون مع خبراء من ماليزيا، في محاولة لتوطين زراعة هذه الأشجار النادرة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.