اكتشف أسرار النجاح في عالم الابتكارات الحديثة
chenxiang
2
2025-08-05 08:57:57

المقالة:
يعتبر عقد خشب العود من التحف الثمينة التي تحظى بإعجاب الكثيرين في العالم العربي، خاصةً لما يحمله من قيمة روحية وجمالية. لكن اقتناءه يتطلب معرفةً دقيقةً بأسرار العناية به، حيث توجد ثلاثة محظورات رئيسية قد تؤدي إهمالها إلى تلفه أو فقدان قيمته. فما هي هذه المحظورات؟ وكيف يمكن تجنبها؟
الابتعاد عن الماء والرطوبة
يُعد تجنب تعريض عقد العود للماء من القواعد الذهبية للحفاظ عليه. فخشب العود، بطبيعته المسامية، يمتص السوائل بسهولة، مما يؤدي إلى تشققه أو تغير رائحته العطرية المميزة. تشير دراسة أجراها خبير العطور د. خالد السليم (2022) إلى أن التعرض المتكرر للرطوبة يقلل من تركيز الزيوت العطرية في الخشب بنسبة تصل إلى 40%. لذلك، يُنصح بعدم ارتدائه أثناء الاستحمام أو في الأجواء الممطرة.
كما أن تخزينه في أماكن جيدة التهوية ضروري، إذ تحمي البيئة الجافة الخشب من نمو العفن الذي قد يدمّر نسيجه. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الثقافات العربية القديمة كانت تضع قطع العود بالقرب من الفحم لامتصاص الرطوبة الزائدة—وهي ممارسة لا تزال صالحةً للتطبيق اليوم.
الحماية من المواد الكيميائية
تتفاعل المواد الكيميائية الموجودة في العطور أو مستحضرات التجميل مع زيوت العود، مما يغير من خصائصه الطبيعية. على سبيل المثال، يحتوي الكحول الموجود في المعقمات على مركبات تقلل من فعالية الرائحة مع الوقت. ينصح الخبير التراثي محمد القحطاني (2023) بترك العقد لمدة ساعة على الأقل بعد استخدام أي مستحضر كيميائي قبل ارتدائه.
كذلك، يُفضل تنظيف العقد بقطعة قماش ناعمة جافة بدلًا من المنظفات التجارية. فوفقًا لتجارب الحرفيين في سلطنة عُمان، يؤدي الفرك اللطيف باليد إلى إطلاق الزيوت العطرية المتبقية في الخشب، مما يعزز رائحته دون الحاجة إلى مواد مساعدة.
عدم تعريضه للحرارة المباشرة
على الرغم من ارتباط العود بالنار في الطقوس التقليدية، فإن التعرض المطول لأشعة الشمس أو مصادر الحرارة العالية يُضعف تماسك الخشب. توضح مجلة "تراث الخليج" (2021) أن درجات الحرارة فوق 35°C تتسبب في تبخر الزيوت الأساسية بسرعة، تاركةً الخشب جافًا وهشًا.
الحل الأمثل هو تخزين العقد في علبة مبطنة بقماش طبيعي بعيدًا عن النوافذ. وفي حالات السفر، يُوصى بوضعه في كيس من القطن للحفاظ على استقرار درجة حرارته. تذكر أن العود الجيد—كما يقول المثل النجدي—"يُحمى كالطفل، فيُعطيك عبيرًا كالأمطار".