كيفية الحفاظ على سبحة العود

تُعتَبر سبح العود من القطع الثمينة التي تَجمع بين الجمال الروحي والقيمة المادية. للحفاظ على رائحتها الفوّاحة ولمعانها الطبيعي، يَجب اتباع إرشادات دقيقة في التنظيف والرعاية اليومية. أولاً، تجنّب تعريضها للرطوبة المفرطة أو الحرارة الشديدة، حيث يُمكن أن تتسبّب في تشقّق الخشب أو فقدان الزيوت العطرية. يُنصح بوضع السبحة في مكان جيّد التهوية وبعيد عن أشعة الشمس المباشرة، مع استخدام قطعة قماش ناعمة لتنظيفها بلطف بعد كل استخدام.

تنظيف سبحة العود بطرق طبيعية

لتنظيف سبحة العود دون إتلافها، يُفضّل الاعتماد على المواد غير الكيميائية. امسح سطح الخرزات بقطعة قماش مبللة قليلاً بماء فاتر، ثم جفّفها فوراً بمنشفة ناعمة. لِلحالات التي تتراكم فيها الأوساخ، يُمكن استخدام قليل من زيت الزيتون النقي لِترطيب الخشب وإزالة الشوائب، لكن بِشرط عدم الإفراط لتجنّب التصاق الغبار. تجنّب تماماً المنظّفات الصناعية أو الكحول، إذ تُذيب الزيوت الأساسية وتُغيّر نسيج الخشب.

حماية السبحة من العوامل الخارجية

تتأثر سبح العود بِالعوامل البيئية مثل التقلّبات الجوية والملوحة في المناطق الساحلية. لِهذا، يَنصح الخبراء بوضعها في علبة مُبطّنة بقطعة قماش حريرية عند عدم الاستخدام، خاصة في الأجواء الرطبة. كذلك، يُنصح بعدم لَمس الخرزات بِأيدي مُلوّثة بالعطور أو الدهون، حيث تتفاعل مكوناتها مع زيوت العود مُسبّبة تغيّر الرائحة. دراسة أجراها مركز تراث الخليج (2022) أظهرت أن 70% من تلف سبح العود يَنتج عن سوء التخزين والتعامل غير الصحيح.

إعادة تنشيط رائحة العود

مع مرور الوقت، قد تضعف رائحة السبحة الطبيعية. لِتجديدها، افرك الخرزات بلطف بين راحتي اليدين لِتوليد حرارة خفيفة تُحفّز إطلاق الزيوت. يُمكن أيضاً تعريضها لدخان خشب العود الطبيعي لبضع دقائق، وهي طريقة تُعرف بِـ"التعطير بالتدخين" شائعة في الثقافة العربية. وفقاً لِخبير العطور د. خالد السليم، فإن هذه الطريقة تَزيد من عُمْر السبحة مع الحفاظ على جودتها. تجنّب استخدام المواد الاصطناعية مثل البخاخات العطرية التي تُغيّر التركيبة الكيميائية للعود.

الصيانة الدورية للسبحة

يَجب فحص السبحة دورياً لِكشف أي تشققات أو ضعف في الخيط. استبدل الخيط كل 6–12 شهراً حسب درجة الاستخدام، واختار خيوطاً طبيعية مثل الحرير لتجنّب الاحتكاك. لِتلميع الخرزات، افركها بِقطعة قماش مبلولة بِماء الورد ثم جففها. تذكّر أن العناية بِسبحة العود ليست مجرد حفاظ مادي، بل هي ممارسة تُعزز ارتباطك بِهذا الإرث الثقافي الثمين.