السر وراء النجاح- خطوات بسيطة لتحقيق التميز في عالم سريع التغير
chenxiang
4
2025-08-05 08:57:53

تاريخ عطر العود وأصوله الثقافية
يعود استخدام خشب العود في صناعة العطور إلى آلاف السنين، حيث ارتبط بثقافات آسيا والشرق الأوسط. تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن الحضارات القديمة في الهند والصين استخدمته في الطقوس الدينية والعلاجية. وفي العالم العربي، أصبح العود رمزًا للترف والضيافة، حيث يُعتبر تقديم العطور المصنوعة منه دليلًا على الكرم. تؤكد الدراسات الأنثروبولوجية أن تجارة العود شكّلت جسرًا ثقافيًا بين الشعوب، مما عزز تبادل القيم الجمالية.
واليوم، لا يزال العود يحتفظ بمكانته كأحد أغلى المواد العطرية عالميًا. وفقًا لتقرير منظمة "التراث العطري الدولي" (2022)، يُسهم العود بنحو 30% من سوق العطور الفاخرة في منطقة الخليج، مما يعكس جذوره العميقة في الهوية الإقليمية.
العود في الطب التقليدي: بين العلم والأساطير
لطالما ارتبط العود بطب الأعشاب في الثقافات الشرقية. يُذكر أن ابن سينا ذكر في كتاب "القانون في الطب" فوائد زيت العود في علاج التهابات الجهاز التنفسي. حديثًا، أظهرت دراسة نشرتها "مجلة الكيمياء الطبيعية" (2021) احتواء العود على مركب "أجاروكلان"، الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة.
لكن الخبراء يحذرون من المبالغة في الترويج لفوائده الصحية. البروفيسور خالد المرزوقي، أستاذ الكيمياء العضوية، يشير إلى أن 70% من المنتجات التجارية تحتوي على مواد صناعية تُقلّد رائحة العود الحقيقي. لذلك، يُنصح بالشراء من مصادر موثوقة والاعتدال في الاستخدام.
صناعة العود: من الغابة إلى القارورة
تبدأ رحلة العود بظاهرة طبيعية نادرة، حيث تتشكل المادة الراتنجية الثمينة في أشجار "الأكويلاريا" عند إصابتها بفطريات معينة. تستغرق هذه العملية بين 20-50 عامًا، مما يفسر ندرة المنتج الأصلي. في سلطنة عُمان، تُطور المزارع الحديثة تقنيات تحفيز إنتاج الراتنج دون الإضرار بالشجرة.
تتطلب عملية التقطير خبرة فنية عالية. الحرفي إبراهيم السليمي من الرياض يشرح: "كل 100 كجم من الخشب تُنتج أقل من 200 مل من الزيت المركز". هذه النسبة الضئيلة تبرر الأسعار التي تصل إلى 50 ألف دولار للكيلوغرام في المزادات العالمية.