اللون والملمس: العلامات الأولى لتمييز العود الأصلي
chenxiang
9
2025-07-25 15:31:18

يُعتبر لون خشب العود الطبيعي من أهم العلامات المميزة له. يتميز العود الأصلي بدرجات لونية متدرجة تتراوح بين البني الداكن المائل إلى الأسود والبني الفاتح مع وجود عروق واضحة. على عكس المُنتجات المزيفة التي تُظهر ألواناً موحدة وغير طبيعية نتيجة استخدام الأصباغ الكيميائية. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، فإن التباين اللوني الطبيعي ينشأ من تفاعل الراتنجات مع الخشب على مدى سنوات التكوين.
أما من حيث الملمس، فإن سطح العود الحقيقي يكون غير منتظم ويحتوي على تشققات طبيعية تشبه الخرائط الجيولوجية. عند اللمس، يشعر الخبير بنعومة نسبية مع وجود مناطق خشنة حيث تتركز الراتنجات. بينما تُظهر المواد المقلدة سطحاً أملساً بشكل مفرط أو خشناً بشكل غير طبيعي، وهو ما يؤكده تقرير صادر عن اتحاد تجار العود في الكويت (2023).
الرائحة: البصمة العطرية التي لا تُقلَّد
تتميز رائحة العود الأصلي بتعقيد عطري فريد يختلف تماماً عن أي عطور صناعية. عند حرق القطعة الحقيقية، تنبعث رائحة عميقة ذات طبقات عطرية متتالية تبدأ بالمرارة الخفيفة ثم تتحول إلى حلاوة عطرية مع بقاء دافئ. وفقاً لخبير العطور السعودي د. خالد الزهراني، فإن هذه التحولات العطرية الطبيعية تستغرق أكثر من 30 دقيقة في القطع عالية الجودة.
العلامة الحاسمة تكمن في بقاء الرائحة على الملابس أو الجلد لأكثر من 24 ساعة دون تغيير جذري في النوتات العطرية. بينما تختفي روائح العود المزيف بشكل سريع أو تتحول إلى رائحة كيميائية تشبه البلاستيك المحترق. تجارب معملية أجرتها جامعة السلطان قابوس في عُمان (2021) أظهرت أن الراتنجات الطبيعية تحتوي على 47 مركباً عطرياً مقابل 5-10 مركبات في المزيفات.
الكثافة والوزن: معايير فيزيائية دقيقة
يتميز العود الأصلي بكثافة عالية تجعله أثقل بشكل ملحوظ مقارنة بحجمه. عند وضع قطعة بحجم حبة التمر في الماء، تغوص القطع الأصلية ببطء بينما تطفو المزيفة بسبب مساميتها العالية. توصلت أبحاث جامعة الأزهر في مصر (2020) إلى أن كثافة العود الطبيعي تتراوح بين 1.1-1.3 جم/سم³ مقابل 0.6-0.8 جم/سم³ للمقلد.
من الناحية الحسية، تظهر القطع الأصلية صلابة معينة مع مرونة طفيفة عند الضغط عليها بأداة حادة، بينما تنكسر المزيفة بسهولة أو تنبعج بشكل دائم. هذه الخصائص الميكانيكية تعكس سنوات التكون البطيئة للراتنجات داخل الشجرة، كما وثقها تقرير منظمة الفاو عام 2019.
تفاعل الحرق: الاختبار الحاسم
عند تعريض العود الحقيقي للهب مباشر، يذوب الراتنج بشكل تدريجي مكوناً فقاعات صغيرة ذهبية اللون دون انبعاث دخان أسود. تُنتج القطعة الأصلية رماداً ناعماً أبيض مائل إلى الرمادي، بينما يترك المزيف رماداً خشنًا وأسود. أثبتت تحاليل معهد استانبول للعطور التقليدية (2022) أن درجة احتراق العود الأصلي تصل إلى 280°م مقابل 180°م للمغشوش.
الفرق الجوهري يظهر في تفاعل الرائحة أثناء الاحتراق. العود الحقيقي يحافظ على عطريته حتى بعد إطفاء اللهب، بينما تنقلب رائحة المزيف إلى رائحة كريهة تشبه المطاط المحترق بعد ثوانٍ قليلة. هذه الظاهرة تعكس وجود الزيوت الأساسية الطبيعية التي تتحلل حرارياً ببطء.