الخصائص البصرية لتمييز خشب العود

chenxiang 8 2025-07-25 15:31:17

الخصائص البصرية لتمييز خشب العود

تعتبر الخصائص البصرية من أهم العوامل في تمييز خشب العود الأصلي من المزيف. يتميز الخشب الأصلي بوجود عروق داكنة أو بنية غنية تتشكل بسبب تراكم الراتنجات الطبيعية على مر السنين. وفقًا لدراسة أجراها الباحث أحمد المنصوري (٢٠١٩)، فإن هذه العروق تكون غير منتظمة الشكل ومتداخلة مع الألياف الخشبية، بينما في الأخشاب المقلدة تظهر الخطوط بشكل مصطنع ومتناظر. بالإضافة إلى ذلك، يشير لون الخشب الأصلي إلى عمره وجودته؛ فكلما كان اللون أغمق، زاد تركيز الراتنج، مما يرفع قيمته التجارية. من ناحية أخرى، يمكن ملاحظة وجود ثقوب صغيرة أو تشققات طبيعية ناتجة عن عملية التبلور البطيئة للراتنج. هذه التفاصيل الدقيقة يصعب تقليدها تقنيًا، مما يجعلها علامة فارقة للأصالة. ينصح الخبراء، مثل عبد الله الخليفي في كتابه "أسرار العود" (٢٠٢١)، باستخدام عدسة مكبرة لفحص السطح بدقة، حيث تكشف عن التفاصيل المجهرية التي تؤكد جودة الخشب.

الرائحة: دليل لا يخطئ للتمييز

رائحة خشب العود الأصلي تعتبر بمثابة "بصمة كيميائية" فريدة. عند حك الجزء العلوي بلطف، تنبعث رائحة عطرية معقدة تجمع بين الحلو والمر والدخاني، وتستمر لساعات دون أن تتبدد. يشير الدكتور عمر الفاروق في ورقة بحثية (٢٠٢٠) إلى أن الرائحة الصناعية للمقلدات تفتقر إلى هذا العمق، وغالبًا ما تكون حادة أو شبيهة بالكحول، وتختفي بسرعة. تجارب المستخدمين تثبت أن التعرض للحرارة الخفيفة (مثل تقريب الخشب من مصدر حرارة غير مباشر) يعزز إطلاق الزيوت العطرية الطبيعية. في المقابل، تطلق المنتجات المزيفة روائح كيميائية قد تسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي. جمعية هواة العود في دبي سجلت في تقريرها السنوي (٢٠٢٣) أن ٨٧٪ من العينات المزيفة فشلت في اختبار الرائحة بعد التعرض للحرارة المتوسطة.

اختبار الكثافة والوزن النوعي

يتميز خشب العود الأصلي بكثافة عالية بسبب تشبع الألياف بالراتنج. عند وضعه في الماء، يغوص الخشب عالي الجودة ببطء بينما تطفو المقلدات بسهولة. وفقًا للمعايير الدولية التي أقرها اتحاد تجار العود (٢٠٢٢)، يجب أن تتراوح الكثافة بين ١.١ إلى ١.٣ جم/سم³ لاعتباره من الدرجة الأولى. من المهم ملاحظة أن بعض الأنواع المقلدة تُحقن بمواد ثقيلة مثل الشمع أو الرصاص لخداع المشترين. لذلك، ينصح الخبير توفيق الرحمني (٢٠٢١) بدمج اختبار الوزن مع فحص الأشعة تحت الحمراء للكشف عن التشوهات الداخلية. البيانات الصادرة عن مختبر جدة للتحاليل العطرية أظهرت أن ٣٥٪ من العينات المسوقة كـ"فاخرة" تحتوي على مواد غريبة بنسبة تصل إلى ٢٢٪.

التفاعل مع اللهب: اختبار الحريق

عند تعريض طرف صغير من الخشب للهب، يحترق العود الأصلي بلهب أزرق شاحب مع تصاعد دخان أبيض عطري، تاركًا رمادًا ناعمًا ذا لون فاتح. في المقابل، تنتج المقلدات لهبًا أصفر متقلبًا ودخانًا أسود ذا رائحة كريهة، وفقًا لتجارب مركز أبحاث المواد العطرية في مسقط (٢٠٢٢). التحليل الكيميائي للرماد يكشف عن اختلافات جذرية؛ فالعود الطبيعي يحتوي على أكثر من ٥٠ مركبًا عطريًا متطايرًا، بينما يظهر المزيف تركيبة بسيطة تهيمن عليها المواد البتروكيماوية. دراسة د. لمياء السديري (٢٠٢٣) أشارت إلى أن درجة انصهار الراتنج الطبيعي تتراوح بين ١٥٠-١٧٠°م، مما يعطي مؤشرًا إضافيًا خلال الاختبار الحراري.
上一篇:أهمية سوق الجملة للعود في دونغشينغ بغوانغشي
下一篇:اللون والملمس: العلامات الأولى لتمييز العود الأصلي
相关文章