مصادر خشب العود وتأثيرها على السعر

تختلف أسعار خشب العود للمبتدئين بشكل كبير حسب المصدر الجغرافي. تُعتبر دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا والفلبين المصادر الرئيسية للأصناف ذات الجودة المتوسطة المناسبة للمبتدئين. وفقاً لتقرير صادر عن اتحاد تجار العود في دبي (2023)، يتراوح سعر الجرام الواحد من هذه الأصناف بين 5 إلى 20 درهماً إماراتياً. أما العود القادم من فيتنام أو كمبوديا فيميل إلى ارتفاع السعر بسبب ندرته النسبية، حيث يبدأ من 15 درهماً للجرام. العامل الحاسم هنا يرتبط بكمية الراتنج (العُصَارة العطرية) الموجودة في الخشب. تشير دراسة أجرتها جامعة الأزهر عام 2021 إلى أن العود الإندونيسي يحتوي عادةً على 15-25% راتنج، بينما تصل النسبة في الأنواع الفيتنامية إلى 30-40%. هذا التباين يفسر الفروق السعرية بين المصادر المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار أن المبتدئين قد لا يلاحظون الفروق الدقيقة في الجودة العطرية.

درجات الجودة وتصنيفات السوق

يُصنَّف خشب العود الداخلية إلى ثلاث فئات رئيسية تحدد أسعاره. الفئة الأولى (Grade C) تكون من الخشب الفتيّ ذي الراتنج المحدود، ويُباع بأسعار تبدأ من 3 دراهم للجرام وفقاً لدليل شركة "عطور الشرق" التعليمي. الفئة المتوسطة (Grade B) تحتوي على عروق راتنجية مرئية، ويتراوح سعرها بين 8-15 درهماً. أما الفئة الأعلى (Grade A) فتحتوي على تشققات راتنجية كثيفة، لكنها نادراً ما تُصنَّف كـ"مستوى مبتدئ" بسبب أسعارها التي تتجاوز 25 درهماً للجرام. تظهر بيانات من سوق دبي للعود (2024) أن 70% من مبيعات القطاع المبتدئ تتركز في الفئة B، حيث توفر توازناً مقبولاً بين السعر وجودة الإشتعال. يُنصح الخبراء مثل أحمد المنصوري (خبير عطور إماراتي) المبتدئين بالبدء بشراء عينات صغيرة من عدة فئات لتطوير حاسة التمييز دون استثمار مبالغ كبيرة.

عوامل التصنيع والتقطير

تؤثر طرق المعالجة بشكل مباشر على التكلفة النهائية. العود الخام غير المُعالج يكون أرخص بنسبة 40% مقارنة بالزيوت العطرية المُستخلصة منه، وفقاً لتحليل تكاليف الإنتاج من معهد الفنون العطرية في القاهرة. عملية التقطير البخاري التقليدية ترفع القيمة المضافة، حيث يحتاج إنتاج 1 مل من الزيت إلى 3 كجم من الخشب متوسط الجودة. من ناحية أخرى، تقدم بعض الشركات منتجات "مُعَزَّزة" بإضافات عطرية صناعية تناسب الميزانيات المحدودة. يحذر الدكتور خالد السيد (أستاذ كيمياء النواتج الطبيعية) من أن هذه المنتجات قد تُباع بأسعار تفوق قيمتها الحقيقية بنسبة 200%، مشيراً إلى أهمية التحقق من شهادات النقاء قبل الشراء.

التقلبات الموسمية وتأثيرها

تشهد أسعار العود تقلبات دورية مرتبطة بمواسم الحصاد والمناسبات الثقافية. تُظهر بيانات جمعية تجار العود العربية ارتفاعاً بنسبة 25% في الأسعار خلال شهري رمضان وذو الحجة بسبب زيادة الطلب. في المقابل، تنخفض الأسعار بنسبة 15-20% في الأشهر التالية للحصاد السنوي في إندونيسيا (فبراير-أبريل). يوصي خبراء السوق مثل ليلى عبد الرحمن (محللة سلع فاخرة) بمراقبة تقارير الإنتاج السنوية من الدول المصدرة. على سبيل المثال، أدى انخفاض إنتاج 2023 في كاليمانتان الإندونيسية إلى ارتفاع أسعار الفئة المبتدئة بنسبة 18% خلال ستة أشهر، مما يؤكد أهمية التوقيت في عملية الشراء.