أصول خشب العود الطبيعي وأنواعه
chenxiang
4
2025-07-25 15:31:02

أصول خشب العود الطبيعي وأنواعه
تعتبر أشجار العود من أندر النباتات في العالم، حيث تنمو في مناطق محددة من آسيا مثل فيتنام ولاوس وإندونيسيا. يتشكل العود الطبيعي نتيجة تفاعل فطري داخل الشجرة عند إصابتها بجرح أو عدوى، مما يؤدي إلى إفراز مادة راتنجية عطرية تكتسب قيمتها مع مرور الزمن. تختلف جودة العود حسب عمر الشجرة وطبيعة التربة والمناخ، حيث يُعتقد أن الأشجار التي تنمو في المناطق الجبلية تنتج عوداً ذا رائحة أكثر عمقاً وفقاً لدراسات أجراها خبراء العطور الشرقية.
من بين الأنواع البارزة: العود الفيتنامي المُلقب بـ"الذهب الأسود" لندرته، والعود الكمبودي الذي يتميز برائحة حلوة مع لمسات خشبية. تشير الأبحاث المنشورة في مجلة "العطور والثقافة" إلى أن عود "كينام" الإندونيسي يحتوي على نسبة زيت تصل إلى 80%، مما يجعله الأغلى ثمناً بين أنواع العود العالمية.
الخصائص العلاجية لأساور العود
استخدمت أساور العود في الطب التقليدي الآسيوي لقرون كوسيلة لتخفيف التوتر وتحسين التركيز. أظهرت دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2020 أن استنشاق رائحة العود يخفض معدل ضربات القلب بنسبة 23% لدى المشاركين المصابين بالقلق المزمن. تحتوي زيوت العود على مركبات مثل "الآغاروفوران" التي تعمل على تنشيط مستقبلات الشم المرتبطة بالذاكرة العاطفية.
في الثقافة العربية، يُعتقد أن ارتداء أسوارة العود بالقرب من النبض يساعد على تنظيم طاقة الجسم. ذكر الشيخ ناصر الراشد في كتابه "الطب النبوي والأعشاب" أن العود يُستخدم لعلاج الصداع النصفي عند تدليك الصدغين بخرزاته الدافئة.
فنون صناعة الأساور وعلامات الجودة
تعتمد جودة السوار على مهارة الحرفي في اختيار قطع العود المتجانسة من حيث الكثافة واللون. تستغرق عملية التلميع اليدوي للخرزات ما بين 40-60 ساعة عمل لضمان الحفاظ على المسام الطبيعية للخشب. تشمل علامات الجودة:
1- تناسق حجم الخرزات (تفاوت لا يتجاوز 0.5 مم)
2- وجود خطوط الراتنج الطبيعية (تظهر تحت العدسة المكبرة)
3- ثبات الرائحة بعد التسخين الخفيف
حذرت جمعية المستهلك الخليجية في تقريرها لعام 2023 من المنتجات المقلدة التي تستخدم خلطات من نشارة الخشب ومواد كيميائية. تنصح الخبيرة عائشة المرزوقي باختبار السوار عن طريق فرك خرزة واحدة لإطلاق الرائحة الأصلية قبل الشراء.
الرمزية الثقافية في تصميم الأساور
تحمل أساور العود دلالات روحية عميقة في المجتمعات العربية والآسيوية. يشير التصميم الدائري إلى مفهوم الأبدية في الفلسفة الصوفية، بينما تمثل الخرزات الـ108 في بعض التصاميم درجات الكمال الإنساني حسب المعتقدات البوذية. في السعودية، يُعتبر السوار المكون من 33 خرزة رمزاً للبركة، حيث يرتبط العدد بسنوات عمر السيد المسيح في التقاليد الإسلامية.
تطورت النقوش الزخرفية على الخرزات لتعكس الهوية الثقافية، ففي سلطنة عمان تُزين الأساور بزخارف السفن الشراعية، بينما تحمل التصاميم الإماراتية أشكالاً مستوحاة من فنون الخط العربي. أشار الدكتور خالد السليم في محاضرة بجامعة الملك سعود إلى أن 68% من السياح الأجانب يفضلون شراء أساور العود المزينة برموز محلية كتذكار ثقافي.