عوامل تؤثر على سعر زيت العود النقي 100%
9
2025-07-25
<ح2>الموقع الجغرافي لجزيرة بورنيو وتوزيع العود فيهاح2> تقع جزيرة بورنيو، ثالث أكبر جزيرة في العالم، في جنوب شرق آسيا، وتتقاسمها ثلاث دول: إندونيسيا، وماليزيا، وبروناي. تُعد المناطق الإندونيسية في الجزيرة، والمعروفة باسم كاليمانتان، الأكبر مساحةً، حيث تشغل حوالي 73% من إجمالي أراضي الجزيرة. تُشتهر هذه المناطق بغاباتها الاستوائية الكثيفة التي توفر البيئة المثالية لنمو أشجار العود (الأكويلاريا)، التي يُستخرج منها دهن العود الثمين. من الناحية البيئية، تتفوق إندونيسيا في إنتاج العود بسبب تنوعها المناخي ومساحاتها الشاسعة. تشير دراسات منظمة الفاو إلى أن 60% من صادرات العود في المنطقة تأتي من كاليمانتان الإندونيسية. أما ماليزيا، التي تحتل الجزء الشمالي من بورنيو، فتركز على جودة العود بدلاً من الكمية، حيث تُعرف مناطق مثل صباح وساراواك بإنتاج أنواع نادرة من الدهن العطري. <ح2>السيادة السياسية وتنظيم تجارة العودح2> تخضع مناطق إنتاج العود في بورنيو لقوانين الدول الثلاث التي تتقاسم الجزيرة. في إندونيسيا، تُصنف أشجار الأكويلاريا كموارد طبيعية محمية بموجب القانون رقم 5 لسنة 1990، مما يفرض قيودًا على قطعها ويوجب تراخيص خاصة للاستغلال التجاري. هذا التنظيم أدى إلى تعزيز مكانة إندونيسيا كشريك موثوق في السوق العالمية للعود. في الجانب الماليزي، تتعاون حكومات الولايات مع مؤسسات البحث العلمي لتحسين تقنيات استخراج الدهن، كما ذكرت دراسة جامعة مالايا عام 2020. أما بروناي، رغم صغر مساحتها، فإنها تطبق معايير صارمة لحماية الغابات، مما يجعل عودها من الأنواع الفاخرة التي تُباع في المزادات الدولية بأسعار قياسية. <ح2>البعد التاريخي والثقافي للعود في بورنيوح2> يعود استخدام العود في الجزيرة إلى أكثر من ألف عام، حيث كان يُعتبر عملةً تجارية في مملكة سريفيجايا القديمة. تشير المخطوطات العربية في القرن التاسع الميلادي إلى أن تجّار الخليج كانوا يحصلون على أجود أنواع العود من موانئ كاليمانتان الغربية، والتي تقع حاليًا ضمن الأراضي الإندونيسية. في الثقافة المحلية، يرتبط العود بطقوس الروحانية لدى قبائل الداياك، الذين يؤمنون بأهميته في طرد الأرواح الشريرة. هذه الممارسات ساهمت في الحفاظ على المعرفة التقليدية بزراعة الأشجار، والتي تُعتبر اليوم إرثًا مشتركًا للدول الثلاث، وفقًا لتقرير اليونسكو لعام 2018 حول التراث الثقافي غير المادي. <ح2>التحديات البيئية والاقتصادية المعاصرةح2> تواجه زراعة أشجار العود في بورنيو تهديدات متزايدة بسبب التغير المناخي والاستغلال الجائر. أظهرت دراسة لمعهد ماكس بلانك الألماني عام 2022 انخفاضًا بنسبة 35% في المساحات الغابية المخصصة للأكويلاريا خلال العقد الماضي، مع تفاوت في نسب الانحدار بين الدول. من الناحية الاقتصادية، تعتمد المجتمعات المحلية في كاليمانتان الإندونيسية على تجارة العود بنسبة 18% من دخلها السنوي، وفقًا لإحصاءات البنك الدولي. بينما تستثمر ماليزيا في التصنيع التجميلي للعود لزيادة القيمة المضافة، تبقى بروناي الأقل اعتمادًا على هذه التجارة بسبب ثروتها النفطية. هذه العوامل المتشابكة تبرز الطبيعة المعقدة لمسألة السيادة على موارد العود في بورنيو، حيث تتداخل الجغرافيا مع السياسة والاقتصاد والثقافة في تشكيل هوية هذا المنتج الثمين.