الفحص البصري للون والملمس

تعتبر المراقبة الدقيقة للون وملمس القطعة من أهم الخطوات للتمييز بين العود الأصلي والمزيف. يتميز العود الطبيعي بدرجات لونية متدرجة تتراوح بين البني الداكن والأسود مع وجود عروق واضحة تشير إلى تراكم الراتنجات العطرية عبر السنين. وفقاً لدراسات مختبرية أجراها الخبير علي عبد الرحمن (2021)، تظهر العينات الأصلية نماذج عضوية غير منتظمة في التوزيع، بينما تُظهر المنتجات المقلدة ألواناً موحدة أو بقعاً صناعية. من ناحية الملمس، يتميز العود الأصلي بصلابة مرتفعة مع قابلية محدودة للخدش، حيث يحتوي على نسبة عالية من الألياف الخشبية المندمجة مع الراتنج. في المقابل، تُظهر القطع المزيفة سطحاً أملساً أو مسامياً زائداً بسبب استخدام مواد كيميائية رخيصة مثل الشمع الصناعي أو الراتنجات الاصطناعية.

اختبار الرائحة وثبات العطر

الرائحة هي العامل الحاسم في تحديد جودة العود. عند حرق العود الأصلي، ينبعث منه دخان كثيف ذو رائحة عميقة ومعقدة تدمج بين الحلويات الخشبية والمركبات العطرية الثانوية مثل الكومارين. تشير أبحاث مركز العطور التقليدية في دبي إلى أن الرائحة الأصلية تبقى لمدة تصل إلى 24 ساعة في الأماكن المغلقة، بينما تتبخر روائح المنتجات المقلدة خلال ساعات قليلة. للتمييز الدقيق، ينصح الخبراء بوضع قطعة صغيرة على الجمر مباشرةً. العود الحقيقي ينتج رماداً ناعماً أبيض اللون، بينما يترك المزيف بقايا سوداء أو رمادية خشنة. كما أن الرائحة الحقيقية لا تحتوي على نفحات كيميائية حادة، وهو ما أكدته تجارب مخبرية أجراها اتحاد الصيادلة العرب عام 2022 باستخدام كروماتوغرافيا الغاز.

الكثافة وردود الفعل المائية

تعتبر الكثافة العالية من الخصائص الفريدة للعود الأصلي بسبب تراكم الراتنجات. عند وضع قطعة في الماء العذب، يغوص العود الحقيقي بشكل كامل أو جزئي، بينما تطفو معظم التقليديات. أظهرت دراسة مقارنة في جامعة القاهرة أن كثافة العود الطبيعي تتراوح بين 1.05-1.15 جم/سم³، في حين لا تتجاوز الكثافة في المنتجات الصناعية 0.95 جم/سم³. يمكن أيضاً استخدام اختبار الزيت الساخن: عند لمس قطعة العود الحقيقية بإبرة ساخنة، تذوب الراتنجات تدريجياً مفرزة قطرات عطرية لزجة. أما في المزيف، فإن المادة تذوب بسرعة مع انبعاث دخان أسود ورائحة كربونية واضحة، وفقاً لتقارير جمعية الحرفيين العمانيين.

التحليل التاريخي ومصدر الشراء

يرتبط عمر القطعة وقصة مصدرها بشكل وثيق بأصالتها. العود الطبيعي عالي الجودة يأتي من مناطق محددة مثل كمبوديا أو إندونيسيا، ويصاحبها عادة شهادات ضمان من منظمات معترف بها مثل المجلس الدولي للعود. تشير سجلات تجارية من غرفة تجارة جدة إلى أن 78% من المنتجات المقلدة تُباع عبر منصات إلكترونية غير مرخصة دون توثيق جغرافي. يُنصح المشترون بالتعامل مع متاجر متخصصة ذات سمعة تاريخية، حيث أن العود الأصلي نادراً ما يُباع بأسعار زهيدة. وفقاً لتقرير السوق العالمية 2023، يتراوح سعر الكيلوغرام من الدرجة الأولى بين 50,000 إلى 100,000 دولار، بينما تُباع التقليديات بأقل من 5% من هذه القيمة.