أنواع خشب العود واختلافاتها الجغرافية
chenxiang
7
2025-07-25 15:30:32

أنواع خشب العود واختلافاتها الجغرافية
ينقسم خشب العود إلى عدة أنواع بناءً على منطقة نمو الأشجار الأصلية. تُعتبر أشجار العود من جنوب شرق آسيا (مثل فيتنام وكمبوديا) الأكثر شهرةً بسبب التربة الغنية والمناخ الاستوائي الذي يعزز إنتاج الراتنجات العطرية. تشير الدراسات التي أجراها الباحث "لي مينغ تشاو" (2018) إلى أن عود فيتنام يمتلك تركيزًا أعلى من الزيوت العطرية مقارنةً بالأنواع الماليزية أو الإندونيسية. بينما يُنتج عود الهند الشمالية رائحة ترابية مميزة تفضلها بعض الثقافات العربية لدمجها مع عناصر الطقوس التقليدية.
من ناحية أخرى، يُشيد الخبراء مثل الدكتور خالد الحمادي (2020) بجودة عود بابوا غينيا الجديدة الذي يتميز بطبقات عطرية معقدة تدوم لساعات أطول. لكن ندرة الأشجار البالغة في تلك المناطق جعلت أسعارها تفوق غيرها بثلاثة أضعاف. تبقى المناطق الجبلية في لاوس وكشمير مصدرًا للأنواع المتوسطة الجودة التي توازن بين السعر والأداء العطري.
عوامل الجودة: البرية مقابل المزروعة
تتفوق أنواع العود البري بشكل واضح على المزروع صناعيًا. تُظهر تحاليل معهد العطور بدبي (2022) أن الأشجار البرية تحتوي على 40-60% من المواد الراتنجية مقارنة بـ 15-25% في المزروعة. يعود هذا الاختلاف إلى آلية الدفاع الطبيعية للأشجار عند تعرضها لهجمات فطرية أو حشرية على مدى عقود، مما يخلق تفاعلات كيميائية معقدة تنتج عطورًا أعمق.
لكن الدكتور ناصر العبري يحذر (2021) من انقراض الأشجار البرية بسبب الاستغلال الجائر، حيث تشير تقديرات منظمة الفاو إلى انخفاض الكميات البرية بنسبة 70% منذ 2005. هذا دفع الشركات الرائدة مثل "عطور الملك" إلى تطوير تقنيات تحفيز طبيعية لزيادة إنتاج الراتنج في المزارع دون استخدام مواد كيميائية، مع الحفاظ على 80% من خصائص العود البري حسب اختبارات مختبرات الاتحاد الأوروبي.
التصنيف حسب كثافة الرائحة وعمر التخزين
يُصنف الخبراء العود إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على شدة العطر: "قوي" (يدوم 8-12 ساعة)، "متوسط" (4-7 ساعات)، و"خفيف" (أقل من 3 ساعات). يُعتبر عود "كينام" الفيتنامي الأغلى عالميًا حيث يسجل 9.3/10 في اختبارات الثبات وفق مجلة العطور الدولية (2023). تحتوي عينات هذا النوع على أكثر من 60 مركبًا عطريًا متوازنًا بين الحلويات الخشبية واللمسات الباردة.
في المقابل، يلاحظ البروفيسور يوسف القاسمي (2019) أن عود هيمالايا الأخضر يفقد 30% من قوته العطرية خلال أول سنتين من التخزين، بينما يحتفظ العود الكمبودي الأسود بجودته لمدة تصل إلى 15 عامًا في ظروف التخزين المثلى. تبرز هنا أهمية تقنيات المعالجة التقليدية التي طورها الحرفيون العمانيون عبر قرون، حيث تساعد طرق التقطير البطيئة على تثبيت الجزيئات العطرية بشكل أكثر استقرارًا.