تاريخ العطور في دبي: جذور عميقة في التراث العربي
chenxiang
7
2025-07-25 15:30:14

تاريخ العطور في دبي: جذور عميقة في التراث العربي
تعود صناعة العطور في دبي إلى قرون طويلة، حيث تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للإمارات. كانت القوافل التجارية تنقل البخور والمواد العطرية من الهند وجنوب شرق آسيا عبر موانئ دبي، مما جعل المدينة مركزًا لتجارة العطور في المنطقة. تشير الدراسات الأنثروبولوجية إلى أن استخدام العطور ارتبط بالطقوس الدينية والاجتماعية، مثل حفلات الزفاف والمناسبات الرسمية.
لا تزال العائلات الإماراتية تحتفظ بوصفات تقليدية لخلطات عطرية فريدة، تعتمد على مكونات طبيعية مثل العنبر والورد والعود. يؤكد الباحث د. خالد الظاهري أن "الحفاظ على هذه التقاليد يعكس التزام المجتمع بجذوره رغم التحضر السريع". اليوم، تدمج دبي بين التراث والحداثة عبر متاحف متخصصة مثل "بيت العطور" في حصن الفهيدي، الذي يعرض أدوات صناعة العطور التاريخية.
الابتكار التكنولوجي في صناعة العطور الدبيّية
شهدت السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في قطاع العطور بدبي، حيث تستخدم الشركات الرائدة تقنيات استخلاص متطورة مثل التقطير الجزيئي والتخمير الإنزيمي. تسمح هذه الأساليب باستخراج روائح نادرة من النباتات الصحراوية المحلية كشجرة الغاف، مع الحفاظ على التركيبة الكيميائية الدقيقة.
وفقًا لتقرير صادر عن غرفة تجارة دبي 2023، تستثمر 78% من مصانع العطور في البحث العلمي لتطوير خلطات تلبي أذواق الأسواق العالمية. أحد الأمثلة البارزة هو استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات العملاء عبر القارات، مما أدى إلى إطلاق سلسلة "عطور القواسم" التي تجمع بين روائح الخليج وملاحظات عطرية أوروبية.
العطور كسفير ثقافي لدبي في العالم
أصبحت عطور دبي أداة دبلوماسية لتعزيز صورة الإمارة الدولية. خلال إكسبو 2020، قدمت دار "هنوف" للعطور تحفة فنية بعنوان "روح الاتحاد" ترمز إلى التناغم بين 192 دولة مشاركة. اللافت أن 40% من زوار الجناح الإماراتي ذكروا في استبيانات أن العطور شكلت انطباعهم الأكثر ديمومة عن التجربة.
من الناحية الاقتصادية، تشير بيانات وزارة الاقتصاد إلى نمو صادرات العطور بنسبة 17% سنويًا منذ 2020، مع وجود منتجات إماراتية في 120 دولة. يرى الخبير التسويقي عمر الشامسي أن "نجاح العطور الإماراتية يعكس استراتيجية ذكية في توظيف عناصر القصة الثقافية مع معايير الجودة العالمية".
استدامة صناعة العطور: تحديات وفرص
تواجه الصناعة تحديًا كبيرًا في التوفيق بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. أطلقت مبادرة "عطور خضراء" عام 2022 بالشراكة مع جامعات محلية لتطوير أساليب استخلاص صديقة للبيئة. أحد الابتكارات المهمة هو استخدام مخلفات التمور في إنتاج كحول عطري بديل للمواد الكيميائية.
من جهة أخرى، تعمل دور العطور الراقية على دعم المجتمعات المحلية من خلال مشاريع مثل "مشروع العود" الذي يساعد المزارعين الإماراتيين على زراعة أشجار العود المستدامة. تظهر بيانات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) أن مساحة الغابات العطرية في الإمارات زادت بنسبة 32% خلال خمس سنوات، مما يدل على وعي متزايد بأهمية التوازن البيئي.