نوعية الراتنج ومدى تأثيره على القيمة

تعتبر كمية الراتنج الطبيعي في خشب العود العامل الأبرز في تحديد قيمته. تحتوي الأصناف الأقل قيمة على نسبة ضئيلة من الراتنج بسبب ظروف النمو غير المثلى، مثل التربة الفقيرة أو المناخ الجاف. وفقًا لدراسة أجراها مركز أبحاث العود في ماليزيا (2022)، فإن الأشجار التي تنمو في مناطق مكشوفة للشمس المباشرة تنتج راتنجًا أقل جودة مقارنة بتلك في الغابات المطيرة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب عمر الشجرة دورًا حاسمًا؛ فالأشجار التي تُقطَف قبل 30 عامًا تفتقر إلى الطبقات العميقة من الراتنج العطري.

طريقة الاستخراج وتأثيرها على الجودة

تختلف تقنيات استخراج العود بشكل كبير بين الطرق التقليدية والحديثة. الأصناف منخفضة القيمة غالبًا ما تُنتَج عبر الاستخراج السريع باستخدام مواد كيميائية، مما يُضعف التركيز العطري. يشير الدكتور خالد السليم، خبير العود في السعودية، إلى أن الغليان المفرط للخشب يؤدي إلى تبخر الزيوت الأساسية. علاوة على ذلك، فإن استخدام آلات الضغط العالي في تصنيع "العود الصناعي" ينتج قطعًا خفيفة الوزن تفتقد إلى التعقيد الرائحي الذي يتميز به العود الطبيعي.

مصدر الخشب الجغرافي وتأثيره على السمعة

تنبع القيمة التجارية للعود أيضًا من مكان زراعته. تُعتبر أنواع مثل "عود كمبوديا السطحي" و"عود الفلبين الساحلي" أقل قيمة بسبب انتشارها الواسع ونموها في مناطق ملوثة. وفقًا لتقرير منظمة التجارة العالمية للعطور (2023)، فإن 70% من العود منخفض الجودة يأتي من مزارع غير خاضعة للإشراف البيئي. كما أن غياب الشهادات الدولية، مثل "شهادة سيترس للعود الأصلي"، يجعل هذه الأصناف غير مرغوبة في الأسواق الفاخرة.

الاستخدامات التقليدية مقابل الحداثة

تاريخيًا، ارتبط العود ذو القيمة العالية بالطقوس الدينية والطب التقليدي، بينما تُستخدم الأصناف الرخيصة في الصناعات الثانوية. تُصنع منها غالبًا أعواد البخور الرمزية أو تُخلط مع مواد أخرى لخفض التكاليف. توضح الباحثة أمل القحطاني في كتابها "اقتصاد العود" (2021) أن ارتفاع سعر الأنواع الفاخرة دفع الأسواق الشعبية إلى تبني بدائل منخفضة الجودة، مما عزز من انتشارها رغم رداءة تركيبها الكيميائي.