الخطوة الأولى لتمييز خشب العود الأصلي من المزيف تبدأ بملاحظة المظهر الخارجي. الخشب الأصلي يتميز بوجود خطوط غير منتظمة وأشكال عضوية طبيعية ناتجة عن عملية التبلور البطيئة للراتنج داخل الشجرة على مدى سنوات. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث الأخشاب العطرية في ماليزيا (2022)، تظهر العينات الأصلية تشققات دقيقة تشبه خريطة الأنهار تحت المجهر. أما الأخشاب المزيفة فغالباً ما تكون أنماطها متماثلة بشكل مصنوع، مع استخدام أصباغ صناعية لمحاكاة اللون البني الداكن. من المهم أيضاً فحص ملمس السطح. الخشب الحقيقي يكون صلباً ولكن ليس ناعماً بشكل مبالغ فيه، حيث يحتفظ ببعض الخشونة الطبيعية. تقول خبيرة العطور نورة السعدي: "عند فرك قطعة صغيرة بين الأصابع، يشعر المرء بحبيبات راتنجية طبيعية تذوب تدريجياً بفعل حرارة الجسم، بينما تترك المواد الصناعية بقايا لزجة".

2. اختبار الرائحة قبل وبعد التسخين

الرائحة هي العلامة الفارقة الأكثر حسماً. عند تسخين الخشب الأصلي بلطف (بدون احتراق)، ينبعث عطر معقد طبقي يحتوي على نوتات ترابية وحلوة مع لمسة من المرارة، وفقاً لتقرير الجمعية الدولية لتجار العود (2021). بينما تنتج المواد المقلدة رائحة مسطحة تشبه العطور الصناعية، وغالباً ما تحتوي على رائحة كيميائية لاذعة. أجرى معهد الكيمياء العضوية في دبي تجربة مقارنة عام 2023، حيث تم تسخين 50 عينة. النتائج أظهرت أن 78% من العينات الأصلية حافظت على رائحتها لأكثر من ساعة بعد إطفاء مصدر الحرارة، بينما اختفت رائحة 90% من المزيفات خلال 15 دقيقة. تنصح الخبيرة عائشة القاسمي: "ضع القطعة في كوب زجاجي مغلق لمدة 10 دقائق بعد التسخين، ثم شمها مجدداً. الرائحة المتطايرة السريعة تدل على زيف المنتج".

3. اختبار الكثافة والوزن النوعي

يتميز خشب العود الأصلي بكثافة عالية بسبب تراكم الراتنج. وفقاً لمعايير مختبر الجودة في سلطنة عمان، يجب أن تغرق القطعة الأصلية في الماء ببطء إذا كانت نقية، بينما تطفو معظم التقليدات. دراسة أجراها الدكتور خالد المرزوقي (2020) توضح أن الوزن النوعي للعود الحقيقي يتراوح بين 1.1-1.3 جم/سم³، مقارنة بـ0.6-0.8 للخشب العادي المغمور بالزيوت. يمكن إجراء اختبار عملي باستخدام كوب من الماء في درجة حرارة الغرفة. ضع القطعة برفق على سطح الماء: القطع الأصلية الصغيرة تبدأ بالغوص تدريجياً، بينما تبقى المزيفة عائمة. لكن ينبه الخبير عمر الفاروق إلى أن "بعض الأنواع المقلدة الحديثة تستخدم مواد ثقيلة، لذا يجب دمج هذا الاختبار مع وسائل أخرى".

4. تحليل الرماد بعد الحرق

عند حرق قطعة صغيرة بحذر، ينتج الخشب الأصلي رماداً ناعماً أبيض اللون مع بقاء بعض الألياف النباتية الظاهرة. وفقاً لتحليل كيميائي من جامعة الملك عبدالعزيز (2023)، يحتوي الرماد الحقيقي على نسبة عالية من الكالسيوم والبوتاسيوم الطبيعية. أما المزيف فينتج رماداً أسود أو رمادياً خشناً، مع ظهور رواسب زيتية لامعة. توضح الصور المجهرية المنشورة في مجلة "كنوز الصحراء" (2023) أن العينات الأصلية تحتفظ بتركيب مسامي منتظم بعد الاحتراق، بينما تظهر المقلدات انهياراً تاماً في البنية. ينصح الحرفي عبدالرحمن السليمي: "استخدم لهباً صغيراً ومراقب بدقة، فالعود الأصلي يحترق ببطء مع تصاعد دخان أبيض كثيف، بينما تشتعل المزيفات بسرعة مع دخان أسود".