أهمية العود في الثقافة العربية والتقاليد الدينية
chenxiang
7
2025-07-25 15:30:01

أهمية العود في الثقافة العربية والتقاليد الدينية
يعتبر العود أحد الرموز الثقافية الأصيلة في العالم العربي، حيث ارتبط استخدامه بالمناسبات الدينية والاجتماعية منذ قرون. تشير الدراسات الأنثروبولوجية إلى أن حرق العود في المجالس يعكس قيم الكرم والضيافة، كما يُستخدم في المناسبات كالأعراس والاحتفالات الدينية كرمز للطهارة الروحية. وفقًا لبحث أجرته جامعة الملك سعود عام 2020، فإن 78% من العائلات في الخليج العربي ما زالت تفضل استخدام العود التقليدي بدلًا من العطور الصناعية في المناسبات الرسمية.
من الناحية الدينية، يُذكر أن الرسول محمد (ص) أشاد برائحة العود في عدة أحاديث، مما عزز مكانته في الثقافة الإسلامية. اليوم، تُخصص مساجد عديدة ميزانيات لشراء أعواد فاخرة لاستخدامها خلال صلاة الجمعة أو في شهر رمضان، مما يبرز التداخل بين البعدين الروحي والتجاري في هذه السوق.
التأثير الاقتصادي لسوق العود على دول الخليج
تشكل تجارة العود أحد أعمدة الاقتصاد غير النفطي في دول مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية، حيث تصل قيمتها السوقية إلى 1.2 مليار دولار سنويًا وفقًا لتقرير غرفة التجارة الدولية 2023. تعتمد هذه الصناعة على سلاسل توريد معقدة تمتد من غابات جنوب آسيا إلى ورش التصنيع في دبي والرياض، مما يوفر فرص عمل لأكثر من 50 ألف شخص في المنطقة.
من الجدير بالذكر أن المعارض المتخصصة كـ "معرض العود العالمي" في دبي ساهمت في زيادة الصادرات بنسبة 34% بين 2018-2022، وفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية. كما أدى ارتفاع الطلب الصيني والأوروبي على الأصناف الفاخرة إلى تحويل المنطقة إلى مركز إقليمي لإعادة التصدير، مع وجود هوامش ربح تصل إلى 200% للأنواع النادرة مثل "الكمبودجي الذهبي".
التحديات البيئية والمستقبل المستدام
تواجه صناعة العود مخاطر استنزاف الأشجار المعمرة بسبب الإفراط في الاستخراج، حيث تشير منظمة الفاو إلى انخفاض أعداد أشجار "الأكويلاريا" بنسبة 60% خلال العقدين الماضيين. ردًا على ذلك، أطلقت السعودية والإمارات مبادرات لزراعة 500 ألف شتلة بحلول 2030، مع تطوير تقنيات استخلاص متجددة تقلل من الهدر بنسبة 40%.
في الوقت نفسه، شهدت السوق تزايد الإقبال على العود الاصطناعي ذي الجودة العالية، الذي يشكل 25% من المبيعات الحالية. يقول الخبير الاقتصادي د. خالد السليم: "التحول نحو الاستدامة قد يُعيد تشكيل السوق بشكل جذري، لكن الحفاظ على الهوية الثقافية سيبقى التحدي الأكبر أمام المنتجين في العقد القادم".