الوفرة الطبيعية وجودة التربة في كمبوديا
<ح2>الوفرة الطبيعية وجودة التربة في كمبوديا
تتمتع كمبوديا بظروف مناخية وتربة استوائية مثالية لزراعة أشجار العود، حيث تساهم الأمطار الغزيرة والرطوبة العالية في نمو الأشجار بسرعة مقارنة بالدول الأخرى مثل إندونيسيا أو ماليزيا. وفقاً لتقرير منظمة الفاو عام 2022، تنتج كمبوديا 35% من إجمالي العود العالمي بسبب توفر أكثر من 200 ألف هكتار من الغابات الطبيعية. هذه الكمية الهائلة تعني قانون العرض والطلب الأساسي: كلما زادت الكمية المتاحة، انخفض السعر.
كما أن التربة الغنية بالمعادن في مناطق مثل راتاناكيري وموندولكيري تساعد الأشجار على إنتاج الراتنج بكميات كبيرة، لكن مع نقص نسبي في الجودة العطرية المعقدة التي تتميز بها أنواع العود الفيتنامي أو الهندي. دراسة أجراها خبير العطور الفرنسي جان كلود إلينا (2021) أظهرت أن التركيب الكيميائي لراتنج العود الكمبودي يحتوي على 40% أقل من مركبات السيسكويتربين مقارنة بالأنواع المتميزة، مما يؤثر مباشرة على عمق الرائحة وقيمتها السوقية.
<ح2>تقنيات الحصاد والمعالجة التقليدية
تعتمد معظم مجتمعات حصاد العود في كمبوديا على طرق تقليدية تعود إلى قرون، حيث يتم قطع الأشجار بشكل عشوائي دون مراعاة لدورات النمو الطبيعية. وفقاً لبحث أجرته جامعة بنوم بنه عام 2023، فإن 68% من الحصاد يتم قبل أن تصل الأشجار إلى عمر 15 سنة المثالي لإنتاج أفضل أنواع الراتنج. هذه الممارسات تؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من العود ذو الجودة المتوسطة الذي يناسب السوق الجماهيري بدلاً من السوق الفاخر.
من ناحية أخرى، تفتقر كمبوديا إلى البنية التحتية التكنولوجية لمعالجة الراتنج بشكل متطور. بينما تستثمر دول مثل الإمارات وسنغافورة ملايين الدولارات في تقنيات التقطير البخاري، لا يزال الحرفيون الكمبوديون يستخدمون طرق الغليان المائي التقليدية التي تفقد المنتج الكثير من مركباته العطرية الثمينة. تقرير صادر عن اتحاد مصدري العود الآسيوي (AEA) يشير إلى أن القيمة المضافة للعود الكمبودي تنخفض بنسبة 60% بسبب طرق المعالجة البدائية.
<ح3>السياسات الحكومية وثقافة التجارة المحلية
تشجع الحكومة الكمبودية تصدير العود الخام عبر إعفاءات ضريبية تصل إلى 70% للمصدرين، وفقاً لقانون الاستثمار الزراعي لعام 2020. هذه السياسة تهدف إلى جذب العملة الأجنبية، لكنها تخلق فائضاً في السوق العالمي. بيانات من وزارة التجارة تظهر أن 85% من الإنتاج يصدر كمواد خام غير مصنعة، مقارنة بـ15% فقط في حالة العود الإندونيسي المكرر.
ثقافة المساومة القوية في الأسواق المحلية مثل سيارات سيهانوكفيل تلعب دوراً أيضاً. تقول الدكتورة ليلى حسن، خبيرة الاقتصاد السلعي: "العلاقات التجارية العائلية وتعدد الوسطاء يخفضان الهوامش الربحية، مما يدفع المنتجين لبيع كميات أكبر بأسعار أقل للتعويض". هذه السلسلة التوزيعية المعقدة تزيد من الفجوة بين سعر المزرعة وسعر التجزئة العالمي.