مصدر الزيت وعلاقته بالأصالة
chenxiang
4
2025-07-25 15:29:56

مصدر الزيت وعلاقته بالأصالة
تعتبر منطقة الخليج العربي واليمن من أشهر المصادر التقليدية لزيت العود الفاخر. تشير الدراسات التاريخية إلى أن أشجار العود تُقطر بطرق تقليدية منذ قرون، مما يمنح الزيت رائحة عميقة ومعقدة. وفقًا لتقرير صادر عن مركز التراث العربي (2022)، فإن 70% من الزيوت المسوقة في الإمارات تحمل علامات جغرافية مزيفة. لذلك، يُنصح بالتحقق من شهادات المنشأ المرفقة، خاصةً تلك المصدقة من جهات مثل "الهيئة العربية للعود".
من ناحية أخرى، تظهر زيوت مُصنعة في دول آسيوية بأسعار منخفضة، تُقلد الخصائص العطرية للعود الأصلي باستخدام مركبات كيميائية. تؤكد خبيرة العطور د. ليلى القاسمي أن "الفرق الجوهري يكمن في استمرارية الرائحة؛ فالعود الحقيقي يحتفظ بعطره لأكثر من 24 ساعة، بينما تتبدد الرائحة الصناعية خلال ساعات".
التحليل الكيميائي كأداة حاسمة
أصبحت الفحوصات المخبرية أداة أساسية للتمييز بين الزيوت الأصلية والمغشوشة. تُستخدم تقنيات مثل "الكروماتوغرافيا الغازية" (GC-MS) للكشف عن المركبات الطبيعية مثل "السيسكويتربين" التي تظهر بنسب محددة في العود الأصلي. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة الملك سعود (2023)، تحتوي الزيوت المغشوشة على نسبة عالية من المذيبات الصناعية مثل "الدايثيل فثاليت"، والتي تُسبب حساسية جلدية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن بعض الزيوت المقلدة تحتوي على مواد مسرطنة مثل "البنزين". لذلك، يُفضل شراء الزيوت من متاجر توفر تقارير تحليل مفصلة، أو الحصول على عينات صغيرة لاختبارها قبل الشراء.
التكلفة والعلاقة بجودة المنتج
يتراوح سعر الزجاجة الصغيرة (5 مل) من العود الأصلي بين 300 إلى 1000 دولار، بسبب ندرة خشب العود وطول فترة التقطير التي قد تستغرق أشهرًا. في المقابل، تُباع الزيوت المغشوشة بأقل من 50 دولارًا، وهو فرق سعري يجذب المستهلكين غير الخبراء. يحذر الخبير الاقتصادي عمر العبيدلي من أن "انخفاض السعر لا يعكس التوفير، بل يشير إلى استخدام مواد خام رديئة أو إجراءات إنتاج سريعة".
من الجدير بالذكر أن بعض التجار يخلطون الزيت الأصلي مع زيوت نباتية رخيصة مثل زيت جوز الهند لزيادة الكمية. تُظهر صور بالأشعة فوق البنفسجية (وفقًا لمجلة "العود اليوم") أن المزائج تظهر خطوطًا لونية غير متجانسة، على عكس النقاء البصري للعود الخام.
الشهادات والعلامات التجارية الموثوقة
تمتلك العلامات التاريخية مثل "عود السلطنة" و"مملكة العود" سجلاً طويلاً في صناعة الزيوت الفاخرة، مع وجود ضمانات إرجاع تصل إلى 30 يومًا. وفقًا لاستطلاع أجرته "جمعية حماية المستهلك الخليجي"، فإن 85% من المنتجات المزيفة تُباع عبر منصات التواصل الاجتماعي دون وجود عنوان فعلي للبائع.
بالمقابل، توفر المتاجر المرخصة ختمًا أمنيًا ثلاثي الأبعاد على العبوة، يُمكن التحقق منه عبر تطبيقات الهواتف الذكية. تنصح الهيئة السعودية للعود بضرورة تجنب المنتجات التي ترفض الكشف عن تفاصيل التخزين، لأن التعرض للشمس أو الحرارة يُدمر التركيبة الأصلية للزيت.