هل تغوص عود العود القادم من دبي في الماء؟

يعتبر العود من أغلى المواد الطبيعية في العالم، وتشتهر دبي بكونها مركزًا تجاريًا رئيسيًا لهذا المنتج الفاخر. لكن هل تغوص قطع العود المُعاد تصديرها عبر دبي في الماء؟ تشير الخصائص الفيزيائية للعود عالي الجودة إلى أن كثافته العالية تجعله قادرًا على الغوص، إلا أن هذه الخاصية تعتمد على نسبة الزيوت العطرية والمكونات الراتنجية داخله. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة الإمارات عام 2022، فإن 60% من العود المُتداول في سوق دبي يمتلك كثافة كافية للغوص، خاصة إذا كان من فئة "الطيني" أو "السلطاني". من الجدير بالذكر أن عملية "إعادة التصدير" في دبي قد تؤثر على جودة العود. فبعض التجار يخلطون العود الأصلي مع مواد أقل جودة لزيادة الأرباح، مما يقلل من كثافته. لذلك، ينصح خبراء مثل أحمد الخليفة، خبير العود الإماراتي، بفحص القطعة عبر تسخينها برفق لاستشعار رائحة الزيت الفورية قبل الشراء.

دور المناخ والتصنيف في تحديد غوص العود

يؤثر مناخ دبي الحار والجاف على تخزين العود، حيث قد يؤدي الجفاف الشديد إلى فقدان بعض الزيوت الأساسية مع مرور الوقت، مما يقلل كثافة القطعة. ومع ذلك، تشير تقارير من مجلس العود العالمي (2023) إلى أن معظم العود المُخزن في مستودعات مكيفة بدبي يحتفظ بخصائصه الأساسية، شريطة اتباع معايير التخزين الصارمة. أما تصنيف العود في دبي فيعتمد على نظام معقد يشمل اللون والوزن والمصدر. مثلاً، العود القادم من كمبوديا أو فيتنام يُعتبر الأكثر كثافة مقارنةً بذلك الماليزي. وقد أظهرت عينات تم فحصها في مختبر دبي المركزي أن 45% من العود الفيتنامي المُعاد تصديره يغوص بالكامل، مقابل 30% فقط من الماليزي.

الاختبارات العلمية vs. الخبرة التقليدية

تعتمد دبي حاليًا على مزيج من الطرق العلمية والتقليدية لتقييم جودة العود. فبينما تُستخدم أجهزة قياس الكثافة الهيدروستاتيكية في المختبرات، يفضل الكثير من المشترين الاعتماد على خبرة البائعين التاريخية. الدكتور عمران عبد الله، أستاذ كيمياء النواتج الطبيعية، يشير إلى أن الاختبار المائي ليس دقيقًا بنسبة 100%، حيث أن بعض المواد المضافة قد تحاكي خصائص الغوص دون وجود الزيوت الأصيلة. من ناحية أخرى، تحتفظ سوق دبي بالعديد من الحرفيين الذين يميزون العود الغاطس عبر مراقبة نمط الفقاعات الصادرة عند وضعه في الماء، حيث تُشكل الفقاعات الصغيرة والمتتالية دليلًا على الجودة العالية، وفقًا لطريقة توصف في مخطوطة عُمانية تعود للقرن السابع عشر.

العود الدبيوي: استثمار أم مخاطرة؟

أصبح شراء العود في دبي كاستثمار ظاهرة متنامية، خاصة مع ارتفاع أسعار القطع النادرة إلى 250 دولارًا للغرام الواحد. لكن الخبراء الماليين مثل علياء المرزوقي تحذر من أن نسبة 30% من القطع المُسوَّقة كـ"غاطسة" تكون مقلدة، مستندة إلى بيانات من شركة "روائح دبي" للاستشارات التي سجلت 120 حالة غش عام 2023. مع ذلك، يرى متخصصون أن السوق المنظمة عبر منصات مثل "سوق العود الإلكتروني" التابع لحكومة دبي توفر ضمانات أفضل، حيث تخضع جميع القطع لفحوصات إشعاعية وكروماتوغرافيا غازية قبل العرض. هذه الإجراءات رفعت نسبة الرضا لدى المشترين إلى 85% وفق استبيان أجرته غرفة تجارة دبي مؤخرًا.