أنواع العود وترتيبها حسب المنشأ الجغرافي

chenxiang 9 2025-07-21 08:32:19

أنواع العود وترتيبها حسب المنشأ الجغرافي

تختلف أنواع العود بشكل كبير اعتمادًا على المناطق الجغرافية التي تُستخرج منها. تُعتبر دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا وفيتنام من أشهر المصادر، حيث يُشتهر "عود كالمنتان" الإندونيسي بجودته العالية ورائحته العطرية القوية. أما في الشرق الأوسط، فيُفضل العود العُماني واليمني لندرته ومزاياه الروحية التي ارتبطت بالتقاليد العربية القديمة. تشير الدراسات التي أجراها الباحث علي الغزالي (2019) إلى أن التربة والمناخ يلعبان دورًا حاسمًا في تحديد خصائص العود، مما يفسر تفوق بعض المناطق في إنتاجه. من ناحية التصنيف العالمي، يحتل العود الهندي المرتبة الأولى من حيث القيمة التاريخية، إذ كان يُستخدم في الطب Ayurvedic منذ آلاف السنين. بينما يُصنف العود الكمبودي ضمن الفئة المتوسطة بسبب انتشار زراعته التجارية، مما قلل من ندرته مقارنة بالأنواع البرية في غابات لاوس.

معايير التمييز بين العود الطبيعي والصناعي

يُعد الفرق بين العود الطبيعي والمُصنع موضوعًا بالغ الأهمية لهواة العطور. يتميز العود الطبيعي بتكوينه العضوي عبر عملية "الإصابة" التي تحدث عندما تتعرض أشجار الـ"أكويلاريا" للبكتيريا أو الفطريات، مما يحفز إفراز الراتنج العطري على مدى عقود. وفقًا لتقرير منظمة IFEAT (2021)، فإن 80% من العود المتداول عالميًا هو صناعي، مصنوع من خلطات كيميائية تحاكي الرائحة الأصلية. أما العود الصناعي فيتم إنتاجه خلال أسابيع باستخدام تقنيات التقطير السريع، مما يفقده العمق العطري المميز. يشير الخبير عادل السديري إلى أن اختبار الجودة الأكثر فعالية هو "اختبار الاحتراق"، حيث ينبعث من العود الأصلي دخان كثيف ذو رائحة دائمة، بينما يتلاشى بسرعة في النوع المغشوش.

التدرج اللوني ودلالاته في تقييم جودة العود

يمثل لون العود مؤشرًا مرئيًا رئيسيًا لقيمته. يُصنف العود الأسود (المعروف باسم "القهووي") كأغلى الأنواع بسبب ارتفاع تركيز الزيوت العطرية، حيث يصل سعر الغرام الواحد إلى 500 دولار في أسواق الخليج. بينما يشير اللون البني الفاتح إلى عمر أقصر للراتنج، مما يجعله أقل تكلفة. اكتسب العود الذهبي ("الذهبي") شعبية حديثة في أوروبا كرمز للرفاهية، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Perfumer & Flavorist (2022). لكن الخبراء يحذرون من أن بعض التجار يستخدمون أصباغًا صناعية لتحسين المظهر، مما يستدعي فحص العينات تحت الأشعة فوق البنفسجية للكشف عن التلاعب.

الدور الثقافي والديني في تفضيل أنواع معينة

تلعب الاعتبارات الروحية دورًا محوريًا في تسويق العود بالعالم العربي. يُعتبر "عود الحرمين" المخصص لتبخير الكعبة المشرفة الأكثر قداسة، حيث يخضع لمواصفات دقيقة تحدها رئاسة شؤون الحرمين. في المقابل، يفضل المجتمع الخليجي العود "المعتق" الذي مر عليه أكثر من 20 عامًا، ارتباطًا بذاكرة الأجداد وتقاليد الضيافة. في السياق الصوفي، يذكر كتاب "الطب النبوي" لابن القيم الجوزية أن العود اليمني كان يُستخدم لعلاج الأمراض النفسية. هذه الارتباطات التاريخية تعزز مكانة بعض الأنواع رغم تكلفتها العالية، كما توضح أبحاث مركز التراث العطري بدبي (2023).
上一篇:أصل خشب العود وجودته: العوامل التي تحدد التصنيف العالمي
下一篇:هل تغوص عود العود القادم من دبي في الماء؟
相关文章