انخفاض جودة المواد الخام مقارنة بأنواع العود الأخرى
chenxiang
4
2025-07-18 14:45:28

انخفاض جودة المواد الخام مقارنة بأنواع العود الأخرى
تعتبر جودة المواد الخام العامل الأبرز في تحديد سعر العود، والعود النملي يُنتج من أشجار مُعيّنة تنمو بسرعة مقارنة بالأصناف التقليدية مثل "الآغاروود". وفقاً لدراسة أجراها مركز الأبحاث الزراعية في ماليزيا (2022)، تحتوي هذه الأشجار على نسبة أقل من الزيوت العطرية بنسبة 40-60% مقارنة بأشجار العود البالغة، مما يقلل من كثافة الرائحة ويجعل المنتج النهائي أقل جاذبية للهواة. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم أجزاء غير أساسية من الشجرة مثل الفروع الصغيرة في التصنيع، خلافاً للأصناف الفاخرة التي تعتمد على القلب الخشبي الغني بالراتنج.
يشير الخبير الاقتصادي أحمد السعدي إلى أن انخفاض التكلفة الإنتاجية لهذه المواد يسمح للمصنّعين بتخفيض الأسعار مع الحفاظ على هوامش ربح معقولة. كما أن غياب معايير جودة صارمة في بعض الدول المنتجة يسمح بوجود شوائب أو خلطات مع مواد أخرى، مما يؤثر سلباً على القيمة السوقية النهائية.
الاعتماد على تقنيات تصنيع سريعة وغير تقليدية
تعتمد عملية إنتاج العود النملي على تقنيات حديثة تُسرّع من مراحل التخمير والتجفيف، مثل استخدام أفران حرارية بدلاً من التجفيف الطبيعي الذي يستغرق سنوات. وفقاً لتقرير صادر عن اتحاد مصدّري العود الإندونيسي (2023)، تقلصت مدة الإنتاج من 5 سنوات إلى أقل من 6 أشهر في المتوسط، مما أدى إلى توفير 70% من تكاليف العمالة والتخزين. ومع ذلك، تؤكد الدكتورة ليلى عمران – أخصائية كيمياء العطور – أن هذه الطرق تُفقد المنتج طبقات عطرية معقدة تُكتسب عادة عبر التفاعلات البطيئة بين الخشب والبيئة.
كما تُستخدم مواد كيميائية مُحفّزة لزيادة إفراز الراتنج في الأشجار الصغيرة، وهو ما يُنتج رائحة قوية لكنها سطحيّة تفتقر للعمق. تشير تحاليل معهد الجودة الدولي في دبي إلى أن 35% من العينات تحتوي على مركّبات صناعية تُقلّد الرائحة الأصلية، مما يضعف ثقة المُشتريين المتمرسين ويجعل المنتج مُوجّهاً للشرائح ذات الميزانية المحدودة.
سياسات التسعير الاستراتيجية لاستهداف أسواق جديدة
تعتمد الشركات الكبرى على سياسة "اختراق الأسواق" من خلال تقديم العود النملي كبديل اقتصادي للشباب والمبتدئين في عالم العطور. تُظهر بيانات منصة "سوق" الإلكترونية أن 62% من مبيعات العود تحت 50 دولاراً في الخليج خلال 2023 كانت من هذا النوع، حيث يُعتبر بوابة لدخول المستهلكين عالم العود قبل الانتقال للمنتجات الفاخرة. يُوضح خبير التسويق خالد الفهدي أن هذه الاستراتيجية تعتمد على خلق ولاء للعلامة التجارية عبر تقديم منتج "تدريجي" يُلائم التحوّلات الاقتصادية في المنطقة.
من جانب آخر، يساهم دعم الحكومات لزراعة الأشجار سريعة النمو في دول مثل فيتنام وبنجلاديش في خفض تكاليف الإنتاج. وفقاً لاتفاقيات منظمة التجارة العالمية، تحصل هذه المشاريع على إعفاءات ضريبية تصل إلى 30% كجزء من خطط تشجيع الصادرات غير النفطية، مما ينعكس مباشرة على الأسعار النهائية للمستهلكين.