سوق العود في السعودية: جذور ثقافية عميقة وطلب متزايد

chenxiang 5 2025-07-18 14:45:26

سوق العود في السعودية: جذور ثقافية عميقة وطلب متزايد

تعتبر السعودية أحد أبرز الأسواق العالمية لخشب العود والعطور الفاخرة، حيث تجتمع العوامل الثقافية والدينية لتعزيز مكانتها. يرتبط استخدام العود تقاليدَ عريقة في المنطقة العربية، إذ يُعد رمزًا للكرم والضيافة في المجالس السعودية. تشير دراسات جامعة الملك سعود (2022) إلى أن 78% من الأسر السعودية تفضل استخدام العود في المناسبات الرسمية. كما تلعب العوامل الدينية دورًا محوريًا، حيث يُستخدم في المساجد والطقوس الروحية، مستمدًا شرعيته من السنة النبوية التي تذكر فوائد البخور. تزايد الاهتمام بالأنواع النادرة من العود الخليجي دفع بالأسعار إلى مستويات قياسية، حيث يسجل الكيلوغرام الواحد من "العود الملكي" ما يقارب 500 ألف ريال. هذا الارتفاع يعكس ندرة المواد الخام عالية الجودة، خاصةً مع تناقص أشجار العود الطبيعية في جنوب آسيا. وفقًا لتقرير غرفة التجارة بالرياض (2023)، تشهد السوق السعودية نموًا سنويًا بنسبة 11% في قطاع العود الفاخر، متفوقةً على دول الخليج المجاورة.

التحديات التنظيمية وأساليب التصنيع الحديثة

يواجه السوق السعودي تحديات جمة في ضبط جودة المنتجات، حيث تشير إحصاءات الهيئة السعودية للمواصفات (2023) إلى أن 35% من العينات المفحوصة تحتوي على مواد مغشوشة. أدى هذا الواقع إلى تشديد الرقابة على المنافذ الحدودية، مع فرض غرامات تصل إلى مليون ريال على المتلاعبين بمواصفات العود. من ناحية أخرى، شهدت السنوات الأخيرة تحولًا نحو التصنيع المحلي، حيث أنشأت شركات مثل "عود السلطان" و"خشب القصور" مصانع متخصصة بتقنيات التقطير الحديثة. تعتمد الصناعة المحلية على مزيج من الخبرات اليدوية التقليدية والتقنيات العلمية المتطورة. تشرح الدكتورة لمياء السديس من مركز أبحاث النخيل والتمور كيف ساهمت تقنية الاستخلاص بالثاني السائل في رفع جودة الزيوت الأساسية بنسبة 40%. كما بدأت بعض المصانع اعتماد معايير الاستدامة البيئية، حيث تعيد زراعة أشجار العود المدمرة في إندونيسيا كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية.

التأثيرات الاقتصادية والتحولات الاستهلاكية

يسهم قطاع العود في تنويع الاقتصاد السعودي غير النفطي، حيث تُقدّر مساهمته في الناتج المحلي بـ 2.3 مليار ريال سنويًا وفق بيانات وزارة التجارة (2023). لاحظ الخبراء تحولًا في أنماط الاستهلاك، خاصةً بين فئة الشباب الذين يُشكلون 63% من العملاء حسب دراسة نادي ريادة الأعمال. بات المستهلكون يفضلون العبوات الصغيرة المزوّدة بتقنيات الرش الذكية، بدلًا من القطع التقليدية. أدت المنافسة الإلكترونية إلى ظهور منصات تخصصية مثل "سوق العود" و"عطور كوم"، والتي توفر خدمات الاستشارة الرقمية مع خبراء الروائح. تُظهر بيانات موقع "نمشي" أن المبيعات الإلكترونية للعود ارتفعت بنسبة 190% خلال جائحة كوفيد-19، مما دفع المتاجر التقليدية إلى اعتماد نموذج الهجين الذي يجمع بين الخبرة الحسية والتكنولوجيا الرقمية.
上一篇:معرض العود الوطني 2020: فرصة فريدة للاحتفاء بتراث عطري أصيل
下一篇:انخفاض جودة المواد الخام مقارنة بأنواع العود الأخرى
相关文章