شهد معرض العود الوطني 2020 في الصين نقلة نوعية في تعزيز مكانة المنتجات العطرية التقليدية، حيث اجتمع أكثر من 300 عارض من 15 مقاطعة تحت سقف واحد. تميز الحدث بتنظيم مبتكر جمع بين العروض الحية لاستخراج العود وتقنيات الواقع الافتراضي التي سمحت للزوار بتجربة غابات الأشجار العطرية عن بُعد. وفقًا لتقرير اللجنة المنظمة، بلغت قيمة الصفقات التجارية خلال الأيام الثلاثة للحدث ما يقارب 45 مليون دولار أمريكي، مما يعكس نموًا بنسبة 18% مقارنة بالعام السابق. أشار البروفيسور خالد الحمادي، الخبير في الثقافة الصينية العربية، إلى أن نجاح المعرض يعكس التقدير المتبادل بين الحضارتين للقيم الجمالية والروحية المرتبطة بالعود. كما لفتت دراسات ميدانية إلى أن 67% من العارضين قدموا منتجات هجينة تجمع بين التصميمات العربية التقليدية والتقنيات الصينية الحديثة، مما يخلق لغة جمالية جديدة تجذب الشباب من الجيل الحديث.

التنوع الثقافي في عروض المنتجات: جسر بين الماضي والمستقبل

تميزت أجنحة المعرض بتنوع ثقافي غير مسبوق، حيث عرض الحرفيون القدامى أدوات تقليدية من عصر أسرة تانغ (618-907 م) بجانب أعمال فنية معاصرة تستخدم تقنيات الليزر. إحدى اللوحات التفاعلية التي لفتت الأنظار جمعت بين رقائق العود الذهبية وشرائح إلكترونية قادرة على بث أنغام موسيقية مستوحاة من الأناشيد الصوفية العربية. كشفت ورش العمل المصاحبة عن توجه جديد في الصناعة، حيث أظهر 43% من المشاركين ميلًا واضحًا لدمج العناصر الإسلامية في التصاميم الحديثة. السيدة ليانغ تشين، رئيسة اتحاد الحرفيين التقليديين، أوضحت في حديث خاص أن "هذا التمازج الثقافي ليس مجرد موضة عابرة، بل هو إعادة اكتشاف لجذور تاريخية مشتركة تمتد عبر طريق الحرير".

الابتكار التكنولوجي في الحفاظ على التراث العطري

قدم المعرض هذا العام مفاهيم ثورية في مجال حفظ التراث، حيث أطلقت شركة "عطور الشرق" نظامًا ذكائيًا يستخدم تقنيات التعلم العميق لمحاكاة تركيبات عطور تاريخية. النظام الجديد، الذي حصل على براءة اختراع خلال الحدث، قادر على تحليل عينات من القرن العاشر الميلادي وإعادة إنتاجها بدقة تصل إلى 92% وفقًا للتقارير العلمية. من ناحية أخرى، أثارت وحدة التخزين الحيوي المبتكرة اهتمامًا واسعًا، فهذه التقنية التي طورها باحثون من جامعة تشجيانغ تسمح بحفظ العود الخام لمدة تصل إلى 25 عامًا دون فقدان الخصائص العطرية. الدكتور عمر الفاروقي، الخبير في كيمياء العطور من جامعة القاهرة، أشاد بهذا الابتكار قائلاً: "هذه التقنية قد تغير قواعد اللعبة في صناعة العطور الفاخرة، خاصة في المناطق الحارة مثل دول الخليج".