رائحة البخور أثناء الاحتراق: الفرق بين العود الأصلي والمزيف
chenxiang
5
2025-07-18 14:45:15

عند حرق خشب العود الأصلي، تنبعث رائحة عطرية عميقة ومتعددة الطبقات، تبدأ بنفحات حلوة تتحول تدريجياً إلى روائح ترابية أو فواكه خفيفة. وفقاً لدراسة أجراها مركز العطور التقليدية في دبي (2022)، تحتوي رائحة العود الحقيقي على أكثر من 150 مركباً عطرياً تتفاعل حرارياً بشكل متوازن. بينما تنتج الأنواع المقلدة رائحة كيميائية حادة أو مسطحة تختفي بسرعة، وغالباً ما تحتوي على نوتات كحولية مهيجة.
السر يكمن في مادة "الراتنج" الطبيعية التي تتراكم في خشب العود الأصلي عبر سنوات عديدة. هذه المادة تحترق ببطء وتطلق عطوراً متجانسة، على عكس المواد الصناعية التي تتبخر سريعاً. خبراء متحف العطور التاريخي في مسقط يؤكدون أن اختبار الشم الحقيقي يتطلب ترك العينة المحترقة لتهدأ قليلاً قبل الاستنشاق، حيث تظهر جودة الرائحة بوضوح بعد ثوانٍ قليلة من الاشتعال.
لون الرماد وملمسه بعد الاحتراق
يترك العود الأصلي رماداً ناعماً ذا لون أبيض مائل للرمادي، مع وجود خطوط طبيعية تشير إلى كثافة الراتنج. وفقاً لتجارب معهد الفنون الحرفية في الرياض، تحتفظ القطعة الأصلية بتماسكها الهيكلي حتى بعد الاحتراق الكامل، بينما تتحول المزيفة إلى رماد أسود متفتت. هذا الاختلاف ناتج عن تفاعل المواد الصمغية الطبيعية مع الحرارة مقارنة بالملونات الصناعية.
دراسة مخبرية أجرتها جامعة الشارقة (2023) أظهرت أن الرماد الأصلي يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والبوتاسيوم، بينما يظهر الرماد المزيف تراكيز عالية من الكربون والمواد البترولية. يمكن اختبار ذلك بوضع الرماد في الماء: يذوب الرماد الأصلي جزئياً مع تكوين رواسب متجانسة، بينما يطفو الرماد المزيف أو يذوب كلياً مع تغير لون الماء.
سلوك اللهب وطبيعة الدخان
يشتعل العود الأصلي بلهب هادئ مزرق يتلوى بشكل طبيعي، منتجاً دخاناً كثيفاً ذا مسار عمودي مستقر. بحسب تقرير مجلس الحرف الخليجية، تصل كثافة الدخان الأصلية إلى 40% أعلى من المزيفة، مع قدرة على البقاء معلقاً في الهواء لعدة دقائق. الدخان المزيف يميل إلى التشتت السريع وقد يظهر بخطوط أفقية متقطعة.
تجربة عملية لمجموعة من الصيادلة العمانيين (2021) أظهرت أن دخان العود الحقيقي يشكل حلقات متداخلة عند توجيهه في مكان مغلق، بينما يفقد الدخان الصناعي هذا السلوك الديناميكي. هذا الفرق يعود إلى التوازن الطبيعي بين الزيوت العطرية والمواد الصلبة في الخشب الأصلي، مقابل التركيبات الكيميائية غير المتجانسة في المقلدات.
تفاعل القطعة مع مصدر الحرارة
يظهر العود الأصلي مقاومة واضحة للاشتعال المباشر، حيث يتطلب تعريضاً مستمراً للهب لمدة 15-20 ثانية قبل الالتهاب الكامل. خبير التحليل الطيفي د. خالد الفاروقي يشرح أن هذه الخاصية ناتجة عن البنية الخلوية المعقدة للخشب الطبيعي المشبع بالراتنج. في المقابل، تشتعل القطع المزيفة خلال 5-7 ثوانٍ فقط، مع ظهور فقاعات هواء على السطح بسبب المواد البلاستيكية.
عند إبعاد مصدر اللهب، يستمر العود الأصلي في الاحتراق الذاتي بشكل منتظم، بينما تنطفئ معظم المزيفات تلقائياً. هذا السلوك يعكس محتوى الطاقة المخزنة في المواد العضوية الطبيعية، حيث تسجل كاميرات التصوير الحراري فرقاً يصل إلى 100°م في حرارة الاحتراق الداخلي بين النوعين.