الخصائص الفيزيائية للعود البنفسجي

تعتبر الخصائص الفيزيائية من أهم الأدوات لتحديد جودة العود البنفسجي الأصلي. يتميز العود الأصلي بلون بني غامق أو أسود مع وجود خطوط طبيعية تشبه الأشعة، والتي تنتج عن تراكم الزيوت العطرية على مر السنين. وفقاً لدراسة أجراها الباحث الصيني "ليو زهونغ" (2018)، فإن هذه الخطوط تكون غير منتظمة الشكل ولا يمكن تقليدها بسهولة في المنتجات المزيفة. بالإضافة إلى ذلك، يتميز سطح العود الأصلي بملمس ناعم يشبه الشمع، بينما تكون العينات المقلدة خشنة أو مليئة بالتشققات الصناعية. من ناحية الوزن، يمتلك العود الحقيقي كثافة عالية بسبب محتواه العالي من الراتنج، مما يجعله يغوص في الماء ببطء عند وضعه فيه. بينما تطفو معظم الأنواع المزيفة بسبب نقص المكونات الطبيعية. يوصي الخبراء بفحص هذه الخصائص تحت عدسة مكبرة لتجنب التزييف المتقن.

الرائحة وتفاعلاتها الكيميائية

الرائحة هي العامل الحاسم في تمييز العود البنفسجي الأصلي. عند حرق العود الأصلي، ينبعث دخان أبيض كثيف برائحة حلوة ومُرَكَّزة تدوم لساعات، على عكس الروائح الصناعية التي تختفي بسرعة. وفقاً لكتاب "أسرار الطب التقليدي" للدكتور عمر الفاروق (2020)، تحتوي الرائحة الأصلية على طبقات عطرية معقدة تتراوح بين الحموضة الخفيفة والدفء الأرضي. يمكن إجراء اختبار بسيط بوضع قطعة صغيرة على اللسان: ينتج العود الحقيقي شعوراً خفيفاً بالخدر بسبب المركبات الفينولية، بينما لا تظهر العينات المزيفة هذا التفاعل. تشير أبحاث جامعة القاهرة (2021) إلى أن التحليل الكروماتوجرافي يكشف عن وجود جزيئات "الآغاروفوران" المميزة، والتي تغيب في المنتجات المغشوشة.

التاريخ والمصادر الجغرافية

يعتمد تحديد أصالة العود البنفسجي على تتبع مصدره الجغرافي. تُعتبر غابات جنوب شرق آسيا، خاصة إندونيسيا وماليزيا، المصادر الرئيسية منذ القرن السابع الميلادي. وفقاً لمخطوطات ابن سينا، فإن العود الفاخر يُستخرج من أشجار "أكويلاريا" التي تعرضت لإصابات طبيعية أدت إلى تكوين الراتنج. تحتفظ السجلات التاريخية في متحف دبي للثقافة العربية بتفاصيل عن طرق التجارة التقليدية التي كانت تستخدم العلامات المائية المحفورة على قطع العود لضمان جودتها. اليوم، تُظهر الدراسات الجينية أن العود الأصلي يحتوي على بصمة وراثية مميزة يمكن تتبعها إلى مناطق نمو محددة، مما يساعد في كشف محاولات التزييف الإقليمية.

التفاعل مع العوامل البيئية

يُظهر العود البنفسجي الأصلي تفاعلات فريدة مع الرطوبة والحرارة. عند تعرضه للهواء الرطب، يطلق روائح عطرية بشكل تلقائي دون حرق، وهي ظاهرة نادرة تسجلها كاميرات التصوير الحراري. في المقابل، لا تستجيب المنتجات الصناعية لهذه الظروف بنفس الكثافة. وفقاً لتجارب معهد الأبحاث العماني (2022)، يحتفظ العود الأصلي بخصائصه العطرية بعد تخزينه لعقود، بينما تفقد العينات المزيفة 60% من رائحتها خلال سنتين. يمكن استخدام مجفف الشعر على درجة حرارة منخفضة لاختبار سرعة استعادة الرائحة بعد التبخر، حيث يعود الأصلي إلى كامل عطره خلال دقائق قليلة.