من أين يأتي اختلاف أسعار العود؟

تختلف أسعار العود بشكل كبير حسب مصدره الجغرافي. تُعتبر دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا من أكبر المنتجين للعود عالي الجودة، حيث يصل سعر الكيلوغرام إلى 50,000 دولار أمريكي بسبب ندرة الأشجار المعمرة. في المقابل، تُنتج دول مثل فيتنام والهند أنواعاً متوسطة الجودة بأسعار تتراوح بين 10,000 إلى 20,000 دولار. تشير دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز عام 2022 إلى أن التغيرات المناخية تؤثر على نمو أشجار العود، مما يزيد من تفاوت الأسعار عالمياً.

كيف تؤثر جودة الزيت على السعر؟

تركيز الزيت العطري في العود هو العامل الأهم في تحديد قيمته. تحتوي القطع ذات التركيز فوق 80% على رائحة نفاذة تدوم لساعات، وقد تتجاوز أسعارها 100,000 دولار للكيلو. وفقاً لخبير العطور أحمد الفارسي، فإن عملية استخراج الزيت الطبيعي تستغرق ما بين 50 إلى 100 سنة، مما يفسر ارتفاع التكلفة. في المقابل، تُباع الأنواع الصناعية المُضافة لها مواد كيميائية بأسعار لا تتعدى 500 دولار، لكنها تفقد الخصائص العلاجية التي يشتهر بها العود الأصلي.

دور العلامات التجارية في تضخيم القيمة

تحوّلت بعض دور العطور الراقية إلى رموز للرفاهية تتحكم في الأسعار. تبيع علامة "العود الذهبي" الإماراتية كيلو العود الممزوج بالذهب بـ 150,000 دولار، بينما تقدم ماركات محلية في عُمان نفس النوعية بثلث السعر. أظهر استطلاع لمركز دبي للإحصاء أن 68% من المشترين يربطون السعر العالي بالجودة الفائقة، رغم عدم وجود فرق علمي في بعض الحالات. هذه الظاهرة تدفع السوق إلى مزيد من التقسيم الطبقي.

التقلبات الموسمية وأثرها على السوق

تشهد أسعار العود ارتفاعاً بنسبة 40% خلال شهر رمضان ومناسبات الحج، وفقاً لتقرير غرفة تجارة جدة 2023. يعزو الاقتصاديون هذا إلى زيادة الطلب الديني على البخور الفاخر، بينما تنخفض الأسعار في الصيف بنسبة 15% بسبب قلة المناسبات الاجتماعية. تجار الجملة يستغلون هذه التقلبات بتخزين الكميات خلال فترات الركود، مما يخلق ديناميكية سعرية معقدة تعتمد على التوقيت أكثر من العوامل الإنتاجية.