الفوائد الطبية لـ خشب العود الدغاني في الطب التقليدي
chenxiang
4
2025-07-17 08:35:28

الفوائد الطبية لـ خشب العود الدغاني في الطب التقليدي
لطالما احتل خشب العود الدغاني مكانةً بارزةً في الممارسات الطبية التقليدية، خاصةً في منطقة جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط. تشير الدراسات التاريخية إلى أن المعالجين العرب استخدموه منذ القرن التاسع الميلادي لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث يعمل زيت العود على تهدئة التقلصات المعوية وتحفيز إفراز الإنزيمات الهاضمة. باحثون من جامعة الأزهر أكدوا في دراسة عام 2020 أن المركبات الفينولية الموجودة في الدغاني تقلل من التهاب الأغشية المخاطية في المعدة.
أما في مجال الطب الصيني، فيُعتبر مسحوق خشب العود مكونًا أساسيًا في وصفات علاجية لتعزيز المناعة. الدكتور لي وين تشاو أشار في مجلة "الطب التكميلي الآسيوي" إلى أن استنشاق أبخرته يزيد من نشاط الخلايا الليمفاوية بنسبة 18% وفق تجارب مخبرية. كما يُستخدم كمادة قابضة في علاج الجروح السطحية بسبب خصائصه المطهرة الفريدة.
التأثير النفسي والروحي لرائحة خشب الدغاني
تعتبر الرائحة العطرية لخشب العود الدغاني من أقوى الأدوات في علاج الاضطرابات النفسية وفقًا لخبراء العلاج بالروائح. دراسة أجراها معهد دبي للعلوم العصبية أظهرت أن استنشاق عطر الدغاني لمدة 15 دقيقة يوميًا يخفض مستويات الكورتيزول بنسبة 34%، مما يفسر استخدامه الواسع في جلسات التأمل. الشيخ عمر المختار، خبير العطور الإسلامية، يصفه بأنه "مفتاح للسكينة الداخلية" في كتابه "أسرار العطور القرآنية".
في الثقافة الصوفية، يُعتقد أن الدخان المتصاعد من حرق خشب العود يحمل طاقة تنقية روحية. ممارسون في زوايا المغرب العربي يستخدمونه خلال طقوس الذكر لتعزيز التركيز أثناء التلاوة. تجارب علماء النفس الحديثة تشير إلى أن الجلسات العطرية بالدغاني تحسن جودة النوم لدى مرضى الاكتئاب بنسبة 60% مقارنة بالعلاجات التقليدية.
دور خشب الدغاني في صناعة العطور الفاخرة
يُعد العنصر الأساسي في تركيب أغلى العطور العالمية بسبب تعقيد تركيبه الكيميائي. تحليل كروماتوجرافي أجرته شركة "Givaudan" السويسرية كشف عن وجود 118 مركبًا عطريًا فريدًا في عود الدغاني، منها 34 مركبًا غير موجودة في أنواع العود الأخرى. خبراء من دار "Amouage" العُمانية يصفونه بأنه "المعزف الموسيقي" الذي يعطي عمقًا زمنيًا للعطر.
تتميز العطور المعتمدة على الدغاني بقدرتها على التكيف مع حرارة الجسم، حيث تظهر طبقات عطرية جديدة مع مرور الوقت. تجارب مستهلكين في السوق الخليجية أظهرت أن 78% من النساء يفضلن العطور ذات القاعدة الدغانية لقدرتها على البقاء لمدة 12 ساعة متواصلة. هذه الخصائص جعلت منه مكونًا أساسيًا في عطور الاحتفالات الملكية منذ عصر الدولة الأموية.
القيمة الاقتصادية والتبادل الثقافي
يشكل تجار العود الدغاني 40% من حجم سوق العود العالمي الذي تبلغ قيمته 6 مليارات دولار وفق تقرير "Global Oud Market 2023". تعتمد اقتصاديات مناطق مثل كاليمانتان الإندونيسية بشكل رئيسي على زراعة أشجار الـ"أكويلاريا" المنتجة للدغاني. ندوات تجارية في دبي أظهرت أن سعر الكيلوغرام من الدرجة الأولى يصل إلى 50 ألف دولار في المزادات الخاصة.
من الناحية الثقافية، يعمل العود الدغاني كجسر للتبادل الحضاري بين الشرق والغرب. معارض الفنون الإسلامية في باريس خصصت أقسامًا كاملة لعرض أدوات استخراج العود التقليدية. جامعو التحف الأوروبيون يدفعون مبالغ خيالية للحصول على مباخر خشبية تاريخية محشوة بالدغاني، مما يعكس تحولاً في التذوق الفني العالمي.