التمييز بين العود المصاب بالحشرات الأصلي والمزيف من خلال الرائحة

الرائحة هي العامل الحاسم في تحديد جودة عود الحشرات خلال 3 ثوانٍ فقط. عند تعريض القطعة للحرارة الخفيفة (مثل تقريبها من مصدر حرارة غير مباشر)، تطلق العينة الأصلية رائحة عطرية معقدة تتداخل فيها نوتات خشبية دافئة مع لمسات عسلية خفيفة، بينما تنبعث من المزيفة روائح كيميائية حادة أو عطرية مفرطة تشبه المنظفات. تشير دراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022) إلى أن 89% من العينات المقلدة تحتوي على مركبات "البنزيل ساليسيلات" الصناعية التي تسبب تهيجًا للأنف. الرائحة الأصلية تتميز بطبقات متغيرة، حيث تبدأ بنفحات ترابية ثم تتطور إلى حلاوة كهرمانية خفيفة. يجب الانتباه إلى أن الرائحة لا تختفي فجأة عند إبعاد المصدر الحراري، بل تبقى معلقة في الهواء لمدة 20-30 ثانية كحد أدنى، وفقًا لملاحظات الخبير عبد الرحمن السعدي في كتابه "أسرار العود الشرقي".

التحقق من نمط الثقوب الطبيعية

الثقوب في عود الحشرات الأصلي تتبع أنماطًا عضوية غير منتظمة تشبه خرائط الأنهار المجهرية. عند الفحص تحت عدسة مكبرة (10x)، تظهر الجدران الداخلية للثقوب علامات تآكل متدرجة مع وجود بقايا صمغية لامعة، بينما تكون الثقوب المزيفة ذات حواف ميكانيكية حادة وخالية من الإفرازات الراتنجية. توضح صور الأشعة تحت الحمراء من مختبر جدة للتحاليل أن التوزيع العشوائي للثقوب في العود الحقيقي يتوافق مع مسارات يرقات الخنافس الطبيعية. من المهم ملاحظة أن بعض المزورين يستخدمون مثاقب ليزرية لخلق ثقوب شبيهة، لكنها تفتقر إلى "مناطق الانتقال" التدريجية بين سطح الخشب والثقب. تقترح خبيرة الترميم ليلى ناصر مقارنة عينات معروفة الأصل، حيث أن الثقوب الحقيقية تحتوي دائمًا على تغيرات لونية طبيعية تتراوح بين البني الغامق عند الحواف إلى الذهبي الفاتح في العمق.

اختبار الكثافة والوزن النوعي

يتميز العود الأصلي بكثافة غير عادية نظرًا لتراكم الراتنجات على مر السنين. عند وضع قطعة صغيرة (بحجم حبة البن) في كوب ماء، تغرق العينة الأصلية ببطء بينما تطفو المزيفة بسبب نقص المحتوى الراتنجي. أظهرت تجارب معهد أبوظبي للمواد التراثية أن العود الحقيقي يحتاج إلى 3-5 ثوانٍ للغرق الكامل في الماء بدرجة حرارة 25°م، بينما تبقى المقلدة على السطح لأكثر من 30 ثانية. الوزن النوعي للعود الأصلي يتراوح بين 1.08-1.15 جم/سم³، في حين أن الخشب العادي لا يتجاوز 0.85 جم/سم³. يمكن اختبار ذلك بمقارنة حجمين متطابقين: القطعة الأصلية تشعرك بثقل ملحوظ في راحة اليد، كما ورد في مخطوطات تجار القرن التاسع عشر التي حفظتها مكتبة الإسكندرية. ينصح بتجنب القطع الخفيفة بشكل مريب حتى لو كانت تحمل علامات تشبه الثقوب الطبيعية.