أهم العوامل المؤثرة في تصنيف أفضل أنواع العود
chenxiang
4
2025-07-14 07:07:44

أهم العوامل المؤثرة في تصنيف أفضل أنواع العود
تعتبر جودة الأخشاب العطرية العامل الأبرز في تحديد ترتيب أفضل أنواع العود عالميًا. تشير الدراسات التي أجراها خبراء العطور مثل د. أحمد المنصوري إلى أن كثافة الراتنجات الطبيعية داخل الخشب تُشكل 60% من معايير التقييم. تُنتج الأشجار المعمرة التي تنمو في مناطق مرتفعة الرطوبة - كغابات كمبوديا وجزيرة بورنيو - راتنجات أكثر تعقيدًا كيميائيًا، مما يمنح العود نوتات عطرية أعمق وأطول بقاءً.
كما تلعب الجغرافيا دورًا حاسمًا؛ فالأودية المحيطة بجبال فيتنام الوسطى تُنتج "عود كي نام" الشهير الذي يُصنف دائمًا ضمن المراكز الثلاثة الأولى. يُفسر البروفيسور عمر الخزاعي هذا التميز بتركيبة التربة الفريدة الغنية بالمعادن البركانية، والتي تساهم في تكوين مركبات "السيسكويتربين" المسؤولة عن العطر الفاخر.
التاريخ والتراث الثقافي وأثرهما على القيمة
لا يمكن فصل تصنيف العود عن جذوره التاريخية العميقة في الحضارات الآسيوية والعربية. تشير مخطوطات القرن العاشر الميلادي إلى أن سلاطين زنجبار كانوا يستخدمون عود "شنغا" الهندي في طقوس التكريم، وهي العادة التي رفعت من مكانة هذا النوع لقرون. اليوم، يحافظ عود "تاراسي" الماليزي على مكانته بسبب ارتباطه بتقاليد الطب الصيني القديم.
من الناحية الثقافية، يُعتبر عود "هينو" الياباني رمزًا للتراث الروحي منذ عهد الساموراي. تؤكد الدكتورة ليلى القاسمي من جامعة السلطان قابوس أن القيمة التاريخية تضيف 30-40% على السعر النهائي، حيث يبحث الجامعون عن القطع التي تحمل قصصًا إنسانية مميزة.
الندرة والتعقيدات الإنتاجية كعوامل تصنيفية
تُشكل عملية الحصول على العود الطبيعي تحديًا كبيرًا يرفع من قيمته. يحتاج خشب "آغار" عالي الجودة إلى 50-150 سنة لتكوين الراتنج المطلوب، مع معدل نجاح لا يتجاوز 7% في الأشجار المصابة طبيعيًا بالعدوى الفطرية. تُظهر بيانات سوق دبي للعود أن أنواعًا مثل "كنام فيتنام" أصبحت نادرة لدرجة أن سعر الجرام الواحد يتجاوز 5,000 دولار.
تؤثر التقنيات الحديثة في التصنيف أيضًا. ابتكرت شركات إماراتية طريقة استخلاص بالتبريد العكسي تحافظ على 90% من المركبات العطرية، مقابل 40% فقط في الطرق التقليدية. هذا التطور أعاد تصنيف بعض الأنواع التي كانت تُعتبر ثانوية سابقًا، مثل عود "بابوي" الإندونيسي الذي قفز 15 مركزًا في التصنيفات خلال العقد الأخير.