رائحة داراغان الفريدة وجودتها العالية
chenxiang
7
2025-07-14 07:07:43

رائحة داراغان الفريدة وجودتها العالية
تتميز خشب داراغان العطري برائحة عميقة ومعقدة تجمع بين الحلاوة الترابية واللمسات الباردة المنعشة، مما يجعله أحد أندر أنواع العود في العالم. وفقًا لدراسة أجراها د. أحمد المنصوري (2019)، تحتوي هذه الأخشاب على نسبة عالية من مركب "السينسول" الكيميائي الذي يمنحها تميزًا عطريًا لا يتوفر في معظم أنواع العود الآسيوي. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ خبراء العطور مثل ليلى الهاشمي أن رائحة داراغان تتميز بثباتها لفترات طويلة، حيث يمكن أن تستمر في الأقمشة أو الجلود لأكثر من 48 ساعة.
ومع ذلك، فإن هذه الرائحة القوية قد لا تناسب جميع الأذواق، خاصةً لمن يفضلون العطور الخفيفة. تشير استطلاعات الرأي في الأسواق الخليجية إلى أن 30% من المستهلكين يجدون رائحة داراغان "ساحقة" في الأماكن المغلقة، مما يحد من استخدامها في المساحات الصغيرة.
القيمة العلاجية بين الموروث الثقافي والدراسات العلمية
ارتبط خشب داراغان لقرون بطب الأعشاب الآسيوي، حيث كان يُستخدم في علاج الصداع النصفي وتحسين التركيز وفقًا لكتاب "الطب النبوي" لابن قيم الجوزية. حديثًا، أظهرت أبحاث جامعة بوغور الإندونيسية (2021) وجود خصائص مضادة للالتهابات في زيت داراغان الأساسي، خاصةً عند استخدامه في العلاج بالاستنشاق.
لكن الجمعية الطبية العربية تحذر من الاعتماد الكلي على هذه الخصائص دون استشارة طبية، حيث لا توجد دراسات كافية على البشر لتأكيد فعاليتها العلاجية. كما أن الاستخدام المفرط للبخور قد يسبب مشاكل تنفسية لمرضى الربو، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية 2022.
التحديات البيئية وأثرها على الاستدامة
تواجه أشجار داراغان تهديدات وجودية بسبب الاستغلال الجائر، حيث انخفضت أعداد الأشجار البالغة بنسبة 70% منذ 2000 حسب تقارير الصندوق العالمي للطبيعة. تحاول الحكومة الإندونيسية مواجهة هذا عبر مشاريع إعادة التشجير، لكن عملية نمو الأشجار الجديدة تستغرق 50-80 عامًا لتنتج راتينجًا عطريًا ذا جودة.
من ناحية أخرى، أدى الاهتمام العالمي بداراغان إلى تطوير تقنيات زراعة مستدامة. نجح مركز أبحاث كالمنتان في 2023 في إنتاج شتلات معدلة وراثيًا تنمو أسرع بنسبة 40%، مع الحفاظ على 85% من خصائص الراتينج الأصلي، مما يبشر بأمل جديد للحفاظ على هذا التراث الطبيعي.