تعتبر الخصائص البصرية من أبرز الأدوات لتمييز العود الأصلي. يتميز الخشب الطبيعي بوجود عروق متشابكة ذات أنماط غير منتظمة، بينما تظهر النسخ المقلدة خطوطاً مستقيمة صناعية. وفقاً لدراسة أجرتها "الجمعية الدولية للعود" (2022)، يحتوي العود الأصلي على بقع صمغية طبيعية تختلف في الحجم والتوزيع. يُنصح بفحص العينة تحت عدسة مكبرة 10x للكشف عن التفاصيل الدقيقة مثل المسام المجهرية التي لا تستطيع التقنيات الصناعية محاكاتها بدقة. اللون يشكل مؤشراً حاسماً آخر، حيث يتدرج العود الأصلي من البني الفاتح إلى الأسود الداكن مع وجود بقع كهرمانية في بعض الأحيان. يجب الحذر من الألوان الموحدة التي تدل على استخدام الأصباغ الكيميائية. تجدر الإشارة إلى أن العود الرفيع الجودة يطور لوناً أعمق مع التقدم في العمر، بينما تفقد المنتجات المزيفة شدة لونها مع مرور الوقت.

الاختبار الحسي: الرائحة والملمس كمفاتيح رئيسية

تتميز رائحة العود الأصلي بعمقها المعقد الذي يجمع بين الحلاوة الخشبية والمرارة الترابية. وفقاً لخبير العطور د. خالد الفهيدي (2023)، تحتوي الرائحة الأصلية على أكثر من 150 مركباً عطرياً تتفاعل مع درجة حرارة الجسم. عند فرك القطعة بين الأصابع، يجب أن تطلق رائحة غنية تبقى لمدة تصل إلى 30 دقيقة على الجلد. في المقابل، تفتقد العطور الصناعية هذا العمق وتتلاشى بسرعة. الملمس يقدم دليلاً لا يخطئ، حيث يشبه خشب العود الأصلي ملمس الشمع الطبيعي عند لمسه. تحتوي القطع عالية الجودة على سطح ناعم مع وجود نتوءات طبيعية صغيرة، بينما تبدو النسخ المزيفة إما خشنة بشكل مبالغ فيه أو ناعمة بشكل غير طبيعي. تجربة ثني القطعة الصغيرة تساعد في التمييز، حيث يقاوم العود الحقيقي الكسر بينما ينكسر المزيف بسهولة.

الاختبارات العلمية: الكثافة وردود الفعل الكيميائية

تظهر الاختبارات المختبرية أن كثافة العود الأصلي تتراوح بين 0.8-1.2 جم/سم³، وفقاً لتقرير معهد الأبحاث العطرية بدبي (2021). يمكن إجراء اختبار بسيط بوضع القطعة في ماء مالح (ملعقتين ملح لكل كوب ماء)، حيث تطفو القطع منخفضة الجودة بينما تغوص القطع عالية الكثافة. تُظهر التفاعلات الكيميائية مع الكحول الإيثيلي نتائج مميزة، حيث تنتج القطعة الأصلية صبغة ذهبية طبيعية دون فقدان اللون. التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (FTIR) يكشف البصمة الكيميائية الفريدة للعود الأصلي. تحتوي العينات الحقيقية على قمم طيفية عند 1735 سم⁻¹ و1240 سم⁻¹ تشير إلى وجود مركبات السيسكويتربين، بينما تظهر المنتجات المقلدة قمماً عند 2850-2950 سم⁻¹ تدل على البوليمرات الصناعية. هذه الطريقة تعتبر الأكثر دقة ولكنها تتطلب معدات متخصصة.

العلامات التاريخية والثقافية الداعمة

تحمل قطع العود القديمة علامات ثقافية مميزة مثل النقوش الإسلامية أو الآسيوية التقليدية. وفقاً لمركز التراث العماني، استخدم الحرفيون التقليديون أدوات نحت خاصة تترك آثاراً مميزة على السطح. تساعد شهادات المنشأ المعتمدة من منظمات مثل "المجلس العالمي للعود" في تتبع المصدر الجغرافي، حيث تشتهر مناطق مثل كمبوديا وماليزيا بصفات محددة في منتجاتها. الأسعار تشكل مؤشراً غير مباشر مهم، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام من العود الأصلي بين 50,000-200,000 دولار أمريكي وفقاً لجودة المنتج. يجب الحذر من العروض التي تبدو "رخيصة بشكل مثير للريبة"، كما ينصح تاجر العود المخضرم محمد السعدي (2022). توثيق سلسلة التوريد عبر تقنية البلوكتشين أصبحت مؤخراً أداة فعالة لضمان الأصالة في السوق العالمية.