تختلف المكونات الكيميائية لدخان الشيشة بشكل كبير عن السجائر، حيث تحتوي الشيشة على تركيزات أعلى من أول أكسيد الكربون تصل إلى 3-9 أضعاف الكمية الموجودة في سيجارة واحدة وفقاً لدراسات منظمة الصحة العالمية (2015). كما أن جلسة الشيشة الواحدة التي تستغرق ساعة تعرّض المستخدم لكمية دخان تعادل 100-200 سيجارة، مما يزيد من امتصاص الجسم للمواد السامة مثل النيكوتين والقطران والمعادن الثقيلة. الأبحاث الحديثة تشير إلى أن عملية الاحتراق غير المباشر في الشيشة تؤدي إلى تكوين مركبات مسرطنة إضافية مثل البنزوبايرين، بينما يقلل استخدام الفحم من جودة الاحتراق ويزيد من انبعاث الجسيمات الدقيقة التي تخترق الرئة بعمق. هذا التنوع في الملوثات يجعل المقارنة المباشرة بين المنتجين معقدة، لكن الخبراء يجمعون على أن كليهما يحمل مخاطر صحية جسيمة.

عمق الاستنشاق ومدة التعرض للدخان

تمتص الرئة دخان الشيشة بعمق أكبر بسبب الطريقة التي يُسحب بها الدخان عبر الماء، حيث تصل كمية الهواء المستنشق إلى 0.5-1 لتر لكل نفخة مقارنة بـ 0.03-0.05 لتر في السجائر. هذا التدفق القوي للدخان يسمح بوصول الجسيمات السامة إلى الأسناخ الرئوية العميقة، مما يزيد من احتمالية التلف الخلوي المزمن. تستغرق جلسة الشيشة النموذجية 40-60 دقيقة متواصلة، أي ما يعادل التعرض المستمر للدخان لمدة أطول بـ 20 مرة من تدخين السجائر. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود (2020) أظهرت أن مستخدمي الشيشة يعانون من انخفاض في وظائف الرئة بنسبة 25% أكثر من مدخني السجائر بعد 5 سنوات من الاستخدام المنتظم.

التأثير الاجتماعي والثقافي على تصور المخاطر

الاعتقاد السائد بأن مرور الدخان عبر الماء يقلل من سميته هو أحد أخطر المفاهيم الخاطئة. في الواقع، لا يزيل الماء سوى نسبة ضئيلة من النيكوتين (أقل من 5%) وفقاً لتقرير الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر (2018). الثقافة الاجتماعية التي تربط الشيشة بالترفيه والتجمعات العائلية تسهم في تطبيع استخدامها بين الشباب، حيث تصل نسبة المستخدمين من غير المدخنين إلى 38% في بعض الدول العربية حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. الخطورة تكمن في أن 70% من مستخدمي الشيشة يعتقدون أنها أقل ضرراً من السجائر، وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة القاهرة (2021) على عينة من 2000 شاب. هذا الوهم يؤدي إلى زيادة مدة التعرض وتراخي الإجراءات الوقائية، حيث لا يلتزم 95% من المستخدمين بأي شكل من أشكال التهوية الكافية أثناء الجلسات.