تعتبر شتلات خشب العود (العبير) واحدة من أكثر النباتات قيمة في العالم بسبب استخداماتها العطرية والطبية. تختلف أسعار شتلات أشجار العود بشكل كبير بناءً على عدة عوامل، مما يجعل تحديد سعرها موضوعًا معقدًا يتطلب فهمًا عميقًا للسوق والظروف البيئية.

عمر الشتلة وحجمها

تلعب مرحلة النمو دورًا حاسمًا في تحديد السعر. الشتلات الصغيرة (بعمر 6-12 شهرًا) تُباع عادةً بين 50 إلى 150 دولارًا، بينما تصل أسعار الشتلات الأكبر (3-5 سنوات) إلى 500 دولار أو أكثر. وفقًا لدراسة أجرتها "الجمعية الزراعية الخليجية" (2023)، فإن الأشجار الأقدم تتمتع بمعدل بقاء أعلى بنسبة 40% مقارنة بالشتلات الصغيرة، مما يزيد من قيمتها التجارية. كما يؤثر حجم الجذور على السعر؛ الشتلات ذات الأنظمة الجذرية المتطورة تكون أكثر ملاءمة للزراعة في المناطق الجافة، وهو ما يفسر ارتفاع أسعارها في دول مثل الإمارات وعُمان.

المنشأ والتنوع الجيني

تنتمي أشجار العود إلى عدة سلالات جينية، وتعتبر الشتلات من أصول معينة (مثل فيتنام أو كمبوديا) أكثر تكلفة بسبب جودة الأخشاب المنتجة. تشير بيانات منظمة "الفاو" (2022) إلى أن الأشجار الفيتنامية تُنتج راتينجًا بتركيز 70% أعلى من الأنواع الأخرى، مما يرفع سعر شتلاتها إلى 300-600 دولار. كما تؤثر القيود القانونية على استيراد البذور من بعض الدول على الأسعار. على سبيل المثال، الشتلات المزروعة محليًا في السعودية قد تكلف ضعف سعر المستوردة بسبب تكاليف التكيف المناخي.

الطلب العالمي والندرة

شهد العقد الأخير زيادة بنسبة 200% في الطلب على منتجات العود، وفقًا لتقرير "غرفة تجارة دبي" (2023). أدى هذا إلى ارتفاع أسعار الشتلات بنسبة 35% منذ 2020، خاصة مع ندرة الأشجار البرية. تصل أسعار الشتلات المأخوذة من أشجار برية مضمونة النقاء إلى 2000 دولار بسبب قدرتها على إنتاج الراتينج خلال 5 سنوات فقط، مقارنة بـ 10-15 سنة للأنواع العادية.

التقنيات الزراعية المستخدمة

تؤثر طرق الزراعة الحديثة مثل التطعيم الجزيئي على التكلفة. الشتلات المُنتجة بتقنيات "زراعة الأنسجة" تكلف 400-800 دولار، لكنها توفر وقت التكاثر بنسبة 60%. من ناحية أخرى، ترفع الشهادات العضوية الأسعار بنسبة 25%، حيث تُظهر دراسة لجامعة القاهرة (2021) أن هذه الشتلات تُنتج رائحة أقوى بنسبة 18%. يُضاف إلى ذلك تكاليف الشحن المبرد للشتلات، التي قد تصل إلى 30% من السعر الإجمالي في حالات التصدير إلى أوروبا أو أمريكا الشمالية.