الطريقة الأولى: فحص اللون والنسيج

تعتبر مراقبة اللون والنسيج من أبرز الطرق لتمييز خشب العود الأصلي من المزيف. يتميز العود الحقيقي بلون بني غامق يميل إلى الأسود مع وجود خطوط طبيعية تشبه العروق، تتشكل بسبب تراكم الزيوت العطرية على مر السنين. أما العود المزيف فيظهر بلون موحد غالباً ما يكون فاتحاً أو مصبوغاً بشكل صناعي، مع عدم وجود تدرجات طبيعية في النسيج. تشير الدراسات التي أجراها خبراء العطور في الشرق الأوسط إلى أن العود الأصلي يحتوي على "خطوط الزيت" التي تظهر تحت العدسة المكبرة كشبكة معقدة، بينما تفتقد النسخ المقلدة هذه التفاصيل الدقيقة. كما ينصح الخبراء بفرك سطح الخشب برفق باستخدام قطعة قماش بيضاء؛ إذ يترك العود الحقيقي آثاراً دهنية صفراء بسبب الزيوت الطبيعية.

الطريقة الثانية: اختبار الرائحة

رائحة خشب العود الأصلي تختلف جذرياً عن المزيف. عند تسخينه بلطف (باستخدام مصدر حرارة غير مباشر)، ينبعث من العود الحقيقي عطرٌ دافئ وعميق مع مزيج من الحلو والمر، يستمر لساعات. أما العود المزيف فتُصدر رائحته مواد كيميائية حادة تزول بسرعة، وقد تسبب تهيجاً في الأنف. وفقاً لتقرير نشرته مجلة "العطور العربية" عام 2022، فإن 78% من العينات المقلدة تحتوي على مادة "ثنائي إيثيل فتالات" الصناعية التي تُقلد الرائحة لكنها تفتقد التعقيد العطري للعود الطبيعي. ينصح الخبراء باستنشاق الرائحة قبل وبعد التسخين، حيث يحتفظ الأصل برائحته المميزة حتى عند تبريده.

الطريقة الثالثة: اختبار الكثافة

يتميز خشب العود الأصلي بكثافة عالية بسبب تشبعه بالزيوت. عند وضعه في ماء فاتر، يغوص العود الحقيقي ببطء بينما يطفو المزيف بسبب قلة محتواه الزيتي. لكن يجب الانتباه إلى أن بعض الأنواع النادرة قد تحتوي على تجاويف هوائية طبيعية، لذا يُفضل استخدام هذه الطريقة مع اختبارات أخرى. أظهرت تجارب معملية في جامعة الإمارات أن كثافة العود الأصلي تتراوح بين 1.1 إلى 1.3 جم/سم³، بينما تقل عن 0.9 جم/سم³ في المزيف. كما أن نقر قطعتين من العود الحقيقي معاً يُصدر صوتاً مميزاً يشبه النحاس، على عكس الصوت الخشبي للتقليد.

الطريقة الرابعة: مراقبة الرماد بعد الحرق

عند حرق قطعة صغيرة، ينتج العود الأصلي رماداً ناعماً أبيض اللون مع بقاء رائحة عطرية لطيفة. أما المزيف فيترك رماداً خشنًا داكنًا ذا رائحة كريهة تشبه البلاستيك المحترق. تُظهر الصور المجهرية للرماد الأصلية وجود بلورات ملح طبيعية تتشكل من تفاعل الزيوت مع الحرارة. يحذر الدكتور خالد السليم، خبير المواد العطرية، من أن بعض المزورين يخلطون نشارة العود الحقيقي مع مواد رابطة صناعية، لذا يجب فحص الرماد بدقة. إذا تحول الرماد إلى مسحوق عند لمسه بسهولة، فهذا يشير إلى نقاء الخشب، بينما يشكل الرماد الصناعي كتلًا متماسكة.