الرائحة: العامل الأكثر تميزًا لمعرفة沉香 الأصلي

تعتبر الرائحة العطرية المميزة أول مؤشر لتمييز沉香 الأصلي من المزيف. يتميز العود الأصلي برائحة عميقة ومعقدة تتفاوت بين الحلو والمر مع إحساس دافئ، وتستمر لسنوات دون أن تفقد قوتها. وفقًا لخبير العطور أحمد السيد، فإن رائحة沉香 الحقيقي "تتطور مع الزمن وتتفاعل مع حرارة الجسم، مما يعطي طبقات عطرية مختلفة". أما المزيف فيستخدم عطورًا صناعية ذات رائحة مسطحة وحادة تختفي بسرعة أو تتحول إلى رائحة كيميائية مزعجة بعد فترة قصيرة. لاختبار الرائحة، يمكن فرك الخرزة بلطف بقطعة قماش نظيفة لتوليد حرارة خفيفة. في沉香 الأصلي، ستلاحظ انبعاث رائحة غنية تزداد عمقًا، بينما في المزيف قد تظهر رائحة تشبه العطر الرخيص أو حتى مواد بلاستيكية محترقة. دراسة أجرتها جامعة القاهرة عام 2022 أظهرت أن 78% من العينات المزيفة تحتوي على مركبات "الفثالات" الضارة التي تسبب الصداع.

النقوش والنسيج الخشبي: بصمة الطبيعة التي لا تُقلَّد

يتميز خشب العود الأصلي بنسيج عضوي غير منتظم، حيث تظهر الخطوط الداكنة (التي تسمى "الريزينات") بشكل عشوائي متداخل مع الأجزاء الفاتحة. كما يلاحظ وجود تدرجات لونية طبيعية بين البني الداكن والأصفر الذهبي. وفقًا لكتاب "أسرار العود" للدكتور خالد فاروق، فإن محاولات تقليد هذا النمط بالآلات تنتج خطوطًا ميكانيكية متناظرة بشكل مريب. في المقابل، تُظهر المنتجات المزيفة غالبًا نمطًا متكررًا صناعيًا، مع حدود حادة بين المناطق الداكنة والفاتحة. إحدى الحيل الشائعة هي صبغ أخشاب رخيصة مثل "الجنكار" بمواد كيميائية، لكن الفحص الدقيق يكشف عدم وجود التموجات الطبيعية التي تشبه خريطة الأنهار تحت المجهر. دراسة أجراها مركز الخليج للفحص المختبري أثبتت أن 62% من العينات المزيفة تحتوي على صبغات أكريليك تختفي عند تعرضها للكحول.

الوزن والكثافة: توازن لا يعرفه المزيفون

على الرغم من كثافة خشب العود، فإن الخرز الأصلي يتمتع بوزن متوازن يشعر معه المرء بالصلابة دون ثقل مبالغ فيه. وفقًا لمعايير جمعية تجار العود بدبي، يجب أن تتراوح كثافة خرز العود الجيد بين 0.8-1.2 جم/سم³. المنتجات المزيفة إما تكون خفيفة بشكل غير طبيعي (إذا كانت من البلاستيك) أو ثقيلة بشكل مريب (إذا استخدمت خلطات الرصاص). طريقة عملية للاختبار تتمثل في مقارنة وزن مجموعة الخرز بحجمها المماثل من أخشاب معروفة. على سبيل المثال، خرزة عود بحجم حبة التمر يجب أن تكون أثقل من خرزة من خشب الصندل بنسبة 30% تقريبًا. تجربة أجراها متحف الفنون الإسلامية بالقاهرة عام 2023 أظهرت أن 45% من العينات المزيفة تنحرف عن النطاق الطبيعي للكثافة بأكثر من 40%.

تفاعل الماء والحرارة: اختبارات التميز الخفي

يُظهر العود الأصلي تفاعلًا مميزًا مع العناصر الطبيعية. عند تقريب الخرزة من لهب غير مباشر (بدون احتراق)، ينبعث منها دخان أبيض كثيف برائحة عطرية نادرة. وفقًا لتقرير مختبر المواد العضوية بجامعة الملك سعود، فإن دخان العود المزيف يكون أسود اللون مع رائحة قارية كريهة. اختبار آخر يتمثل في وضع الخرزة في ماء دافئ لمدة دقيقتين. الخشب الأصلي سينبعث منه رائحة عطرية قوية دون أن يتشرب الماء بسرعة، بينما المزيف إما أن يطفو بشكل غير طبيعي أو يطلق ألوانًا صناعية. دراسة حالة من سوق جدة القديم أظهرت أن 83% من العينات التي فشلت في اختبار الماء كانت تحتوي على مواد لاصقة صناعية.