اختلاف الأسعار حسب نوع الشتلة وجودتها

تتراوح أسعار شتلات العود الكينم (ال沉香) بين 10 إلى 100 دولار للشتلة الواحدة، ويعتمد هذا التفاوت بشكل أساسي على النوع والجودة. تشير الدراسات التي أجرتها وزارة الزراعة الإماراتية عام 2023 إلى أن الأصناف الفيتنامية مثل "كينم هوينغ" تُباع بسعر أعلى بنسبة 40% مقارنة بالأصناف الإندونيسية، وذلك لجودتها العالية في إنتاج الراتنجات العطرية. أما الشتلات الهجينة فتكون في متناول المزارعين المبتدئين، حيث تتراوح أسعارها بين 15-30 دولارًا فقط. ويؤكد الخبير الزراعي د. خالد السعدي أن جودة الجذور تلعب دورًا محوريًا في تحديد السعر، حيث تُباع الشتلات ذات الجذور القوية والمُطعمة بتقنيات حديثة بأسعار تصل إلى ضعف مثيلاتها من الشتلات العادية. كما أن الشهادات الصحية الدولية التي تثبت خلو النبات من الأمراض ترفع السعر بنسبة 15-25% وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الفاو.

التأثير الجغرافي والمناخي على التسعير

تختلف تكاليف الإنتاج بشكل كبير بين الدول، مما ينعكس مباشرة على أسعار الشتلات. في سلطنة عُمان، حيث تُزرع الأشجار في بيئات محمية، تبلغ تكلفة إنتاج الشتلة الواحدة 18 دولارًا مقابل 8 دولارات فقط في اليمن بحسب بيانات البنك الزراعي العربي 2022. هذا التفاوت يفسر سبب بيع الشتلات العُمانية بأسعار تبدأ من 35 دولارًا مقارنة باليمنية التي تُباع من 10 دولارات. من ناحية أخرى، تُظهر الأبحاث المنشورة في مجلة "الزراعة الاستوائية" أن الشتلات المكيفة وراثيًا لتحمل الجفاف تُسعَّر بعلاوة تصل إلى 30%، خاصة في دول الخليج ذات المناخ الصحراوي. وتشهد السعودية حاليًا طلبًا متزايدًا على هذه الأصناف، حيث سجلت مبيعاتها ارتفاعًا بنسبة 65% خلال العام الماضي وفق إحصائيات وزارة البيئة السعودية.

عوامل السوق والطلب العالمي

شهدت أسعار شتلات الكينم ارتفاعًا بنسبة 22% عالميًا منذ 2020 بسبب زيادة الطلب الصيني، حيث تشتري الصين وحدها 38% من الإنتاج العالمي وفقًا لتقرير غرفة تجارة دبي. أدى هذا إلى تحول كبير في سياسات التسعير، حيث بدأت المزارع في كمبوديا بتخصيص 70% من إنتاجها للسوق الصيني بأسعار تتفوق على الأسعار المحلية بـ 3 أضعاف. في المقابل، لاحظت دراسة أجرتها جامعة القاهرة أن الأسعار تنخفض بنسبة 12-18% في مواسم الأمطار بسبب زيادة المعروض، مع وجود فروق تصل إلى 50% بين الشتلات المباعة مباشرة من المزارع وتلك التي تمر عبر وسطاء. ويوصي خبراء الاقتصاد الزراعي بشراء الشتلات خلال الفترة من نوفمبر إلى يناير للحصول على أفضل الأسعار.

التباين حسب عمر الشتلة وحجمها

تُظهر البيانات التفصيلية من سوق العود في إندونيسيا أن الشتلات بعمر سنة واحدة تُباع بمتوسط 12 دولارًا، بينما تصل أسعار الشتلات بعمر 3 سنوات إلى 85 دولارًا بسبب جاهزيتها الأسرع للإنتاج. ويفسر د. أحمد نور من مركز أبحاث الأخشاب النادرة هذا التفاوت بأن الأشجار الأقدم تحتوي على أنسجة أكثر نضجًا قادرة على إنتاج الراتنجات العطرية خلال 5 سنوات بدلًا من 8-10 سنوات. كما تلعب الارتفاعات دورًا غير متوقع، حيث تُباع الشتلات التي يتراوح طولها بين 60-80 سم بأسعار أعلى بنسبة 20% من الشتلات القصيرة، وفقًا لملاحظات ميدانية في مشاتل تايلاند. ويعود هذا إلى سهولة نقلها وزراعتها في الأراضي الوعرة دون حاجة إلى معدات خاصة.