التمييز من خلال الرائحة الطبيعية

تعتبر رائحة خشب العود الداكن من أهم العوامل التي تساعد في تمييز الأصلي من المزيف. يتميز خشب العود الأصلي برائحة عميقة ومعقدة تختلف بين الحلوة والترابية مع لمسات من الفواكه أو التوابل. عند تسخين الخشب بلطف، تظهر الرائحة بشكل تدريجي وتستمر لفترة طويلة. في المقابل، تحتوي المنتجات المزيفة عادةً على روائح صناعية قوية تظهر فورًا وتتلاشى بسرعة، وقد تسبب تهيجًا في الأنف بسبب المواد الكيميائية المستخدمة. تشير الدراسات التي أجراها خبراء العطور مثل د. أحمد المنصوري إلى أن التركيب العضوي لزيوت العود الأصلي يحتوي على أكثر من 150 مركبًا عطريًا، بينما تفتقد النسخ المقلدة لهذا التعقيد. لذلك، يُنصح باختبار الرائحة عبر فرك جزء صغير من الخشب بقطعة قماش نظيفة ومراقبة تطور العطر مع الوقت.

تحليل النسيج واللون

يتميز خشب العود الداكن الأصلي بنسيج متجانس مع وجود خطوط داكنة غير منتظمة تشكلت بسبب تراكم الراتنجات الطبيعية على مر السنين. عند الفحص الدقيق، يمكن ملاحظة تدرجات لونية تتراوح بين البني الغامق والأسود مع لمعان خفيف. أما الخشب المزيف فيظهر بلون موحد غالبًا ما يتم صبغه صناعيًا، وقد تظهر عليه بقع أو تشققات غير طبيعية. وفقًا لتقرير صادر عن جمعية تجار العود في إندونيسيا، فإن الخشب المزيف غالبًا ما يُعالج بمواد كيميائية لتقليد مظهر الراتنج، مما يترك سطحًا لامعًا مبالغًا فيه. لذلك، يُفضل استخدام عدسة مكبرة لفحص التفاصيل الدقيقة للنسيج، حيث يظهر الخشب الحقيقي تشكيلات عضوية متشابكة دون أنماط هندسية متكررة.

اختبار الكثافة والوزن

يشتهر خشب العود الداكن الأصلي بكثافته العالية نظرًا لتراكم الراتنجات على مدى عقود، مما يمنحه وزنًا أكبر مقارنة بحجمه. عند وضع قطعة صغيرة في الماء، تغوص ببطء بينما تطفو معظم الأنواع المقلدة بسبب نقص الراتنجات. مع ذلك، يجب مراعاة أن بعض المزيفات قد تحتوي على مواد ثقيلة مضافة، لذا لا يعتبر هذا الاختبار كافيًا بمفرده. ينصح الخبير محمد العبيدلي في كتابه "أسرار العود" بدمج اختبار الوزن مع عوامل أخرى مثل الرائحة والنسيج. على سبيل المثال، قطعة بحجم 10 جرام من العود الأصلي تشعرك بثقل ملحوظ في راحة اليد، بينما تكون المزيفة خفيفة بشكل غير متناسب مع مظهرها الخارجي.