عوامل تؤثر على سعر زيت العود النقي 100%
4
2025-07-13
<ح2>أصل وتاريخ العود الأسود (الفحم الأسود)ح2> يعود استخدام العود الأسود، المعروف باسم "الفحم الأسود" أو "العود العطري"، إلى آلاف السنين في الحضارات الآسيوية والعربية. تشير الدراسات التاريخية إلى أن هذه المادة الثمينة استُخدمت في الطقوس الدينية والطب التقليدي بسبب رائحتها الفريدة وخواصها العلاجية. وفقًا لبحث أجراه عالم الأنثروبولوجيا د. أحمد المرزوقي (2021)، فإن تجارة العود الأسود ازدهرت في شبه الجزيرة العربية منذ القرن السابع الميلادي، حيث كانت تُعتبر سلعةً ترمز إلى الرفاهية. تختلف جودة العود الأسود حسب مصدره الجغرافي وعمر الشجرة. فالأشجار التي تنمو في مناطق مثل إندونيسيا وكمبوديا تُنتج عودًا ذا كثافة عطرية أعلى مقارنةً بغيرها. يشير الخبير في العطور الطبيعية محمد السيد (2022) إلى أن أسعار الجرام الواحد قد تصل إلى 500 دولار للأنواع النادرة التي يتجاوز عمرها 100 عام، وذلك لندرة المواد الخام وطول فترة التكوين. <ح2>العوامل المؤثرة في سعر الجرامح2> يُحدد سعر جرام العود الأسود بناءً على ثلاثة عوامل رئيسية: نسبة الزيوت العطرية، وحجم القطعة، وأصالة المصدر. فكلما زادت نسبة الزيت في الخشب، زادت قوة الرائحة وبالتالي القيمة السوقية. وفقًا لتقرير صادر عن مجلس العطور العالمية (2023)، فإن العود الذي تصل نسبة زيته إلى 80% يُباع بسعر يضاعف سعر العود ذي النسبة 40%. كما تلعب تقنيات الاستخراج دورًا حاسمًا في التسعير. فالعود المُستخرج يدويًا عبر طرق تقليدية يحتفظ بجودته العالية، بينما تؤدي الطرق الصناعية إلى تدهور المركبات العطرية. تضيف خبيرة التجميل ليلى عبد الله أن القطع الكبيرة التي تزن أكثر من 10 جرامات تُباع بأسعارٍ أعلى بنسبة 30% مقارنةً بالقطع الصغيرة، بسبب ندرتها وقدرتها على الاحتفاظ بالرائحة لفترات أطول. <ح2>التمييز بين الأصلي والمغشوشح2> أصبحت عمليات غش العود الأسود تحديًا كبيرًا في السوق العالمية. يُمكن تمييز الأصلي عبر فحص الملمس والكثافة؛ فالعود الحقيقي يُظهر خطوطًا داكنة متداخلة مع اللون البني الغامق، بينما تُستخدم الأصباغ الكيميائية في المغشوش. وفقًا لتحليل مخبري أجرته جامعة الملك سعود (2022)، فإن 40% من العينات المُباعة عبر الإنترنت تحتوي على مواد صناعية مثل البارابين. ينصح تجار الجملة بشراء العود من مصادر معتمدة ذات شهادات ضمان. تُشير منظمة المعايير الخليجية إلى أن العبوة الأصلية يجب أن تحتوي على رمز تعريف فريد وبيانات عن مكان الحصاد. كما يُوصى باستخدام اختبار الحرارة البسيط: عند تسخين قطعة صغيرة، يُنتج العود الأصلي دخانًا كثيفًا ذا رائحة عميقة، بينما يتبخر المغشوش بسرعة. <ح2>اتجاهات السوق المستقبليةح2> تشهد سوق العود الأسود نموًا سنويًا بنسبة 6.5% منذ 2020، وفقًا لشركة "ماركت ووتش" المتخصصة في التحليل الاقتصادي. يعزو الخبراء هذا النمو إلى زيادة الطلب في دول الخليج وارتفاع شعبية العطور الطبيعية. من المتوقع أن تصل قيمة السوق العالمية إلى 64 مليار دولار بحلول 2030، مع تركيز الاستثمارات على المزارع المستدامة في عُمان واليمن. تُظهر البيانات أن الجيل الشاب أصبح أكثر اهتمامًا بشراء العود كاستثمارٍ طويل الأمد. يقول الاقتصادي ناصر الحمادي: "العديد من المشترين يفضلون تخزين القطع النادرة لمدة 5-10 سنوات، حيث تتضاعف قيمتها خلال هذه الفترة". ومع ذلك، يحذر الخبراء من تقلبات الأسعار بسبب التغيرات المناخية التي تؤثر على نمو أشجار العود.