الخصائص العطرية: المفتاح الأول لتمييز العود الأصلي
chenxiang
4
2025-07-12 06:25:42

الخصائص العطرية: المفتاح الأول لتمييز العود الأصلي
تعتبر الرائحة العطرية من أهم العوامل في تحديد جودة العود الأصلي. يتميز العود الطبيعي برائحة عميقة ومعقدة تتفاوت بين الحلاوة الخشبية واللمحات الترابية، مع بقاء العطر لفترات طويلة قد تصل إلى أيام. وفقًا لدراسات مختبرات العطور في دبي (2022)، تحتوي العطور الأصلية على أكثر من 150 مركبًا كيميائيًا طبيعيًا تتفاعل مع الحرارة بشكل تدريجي. أما العود المزيف فينبعث منه رائحة كحولية حادة أو عطر صناعي سطحي يختفي خلال ساعات قليلة.
لاختبار الجودة، ينصح الخبراء بوضع قطعة صغيرة من العود في ماء دافئ لمدة 3 دقائق. العود الأصلي سيطلق رائحة غنية دون تغيير في لون الماء، بينما تظهر المواد المقلدة تصبغًا سريعًا للماء مع رائحة كيميائية نفاذة. تجدر الإشارة إلى أن بعض الأنواع التجارية المختلطة تحتوي على 10-30% من العود الحقيقي مع إضافات صناعية، مما يتطلب فحصًا دقيقًا من قبل مختصين.
النمط البنيوي: قراءة خطوط الزيت في قلب الخشب
يكشف الفحص البصري الدقيق عن فروق جوهرية في التركيب الداخلي للعود. في العود الأصلي، تظهر خطوط الزيت الطبيعية (التجاويف الراتنجية) بشكل عشوائي ومتداخل مع ألياف الخشب، كما أوضح عالم النبات السعودي د. خالد السليمي في بحثه عام 2020. هذه الخطوط تمتلك تدرجات لونية طبيعية من البني الداكن إلى الذهبي، مع وجود تشققات دقيقة تشبه خريطة الأنهار.
أما العود المزيف فيظهر خطوطًا زيتية مرسومة بآلات دقيقة أو مواد صبغية، تتميز بتناسق هندسي مبالغ فيه. عند استخدام عدسة مكبرة بقوة 10x، يمكن ملاحظة أن المادة الصناعية تفتقد للانزياحات اللونية الطبيعية، حيث تظهر الصبغات الصناعية توزيعًا متجانسًا بشكل غير طبيعي. تشير إحصائيات من مجلس العود العالمي إلى أن 68% من العينات المقلدة تحتوي على بوليمرات صناعية تغطي سطح الخشب فقط دون اختراق الطبقات الداخلية.
اختبار الكثافة: وزن الحقيقة في كفة الميزان
تخفي الخصائص الفيزيائية للعود أسرارًا كبيرة في عملية التمييز. يتميز الخشب الطبيعي بكثافة نسبية تتراوح بين 0.8-1.2 جرام/سم³، حيث تؤدي عملية تشرب الخشب بالراتنج الطبيعي على مدى عقود إلى زيادة الوزن بشكل تدريجي ومتوازن. وفقًا لمعايير منظمة التجارة الدولية للعود (ITTA)، يجب أن تظهر القطعة الأصلية تناسبًا بين الحجم والوزن، حيث يشعر الخشب الأصلي بالدفء والصلابة المرنة عند الضغط عليه.
في المقابل، تظهر العينات المقلدة كثافة غير متناسبة بسبب حقن المواد الصناعية. عند غمر قطعة صغيرة (2x2 سم) في ماء عذب، يطفو العود الأصلي بشكل جزئي بينما يغرق المزيف تمامًا خلال 5-10 ثوانٍ. تجربة عملية أجراها مركز أبحاث العطور في مسقط أظهرت أن 90% من العينات المغشوشة تحتوي على فرق وزن يصل إلى 40% مقارنة بالأصلي عند نفس الأبعاد.
تفاعل الحرارة: شهادة النقاء في لهب النار
يكشف اختبار الحرارة عن الحقائق الكيميائية الخفية. عند تقريب قطعة العود الأصلي من لهب غير مباشر (على بعد 3-5 سم)، ينبعث دخان أبيض كثيف برائحة عطرية ناعمة بدون شرر. بحسب تقرير مختبرات الجودة في البحرين (2023)، تصل درجة انصهار الراتنج الطبيعي إلى 280-320°م، مع ترك رماد ناعم ذي لون رمادي فاتح.
أما العود المغشوش فينتج عند تسخينه دخانًا أسودَ ذات رائحة لاذعة، مع ظهور شرر سريع بسبب المواد البترولية المضافة. الاختبار الأكثر دقة يتم بواسطة إبرة بلاتين ساخنة: تذوب المواد الأصلية بشكل متجانس، بينما تظهر المواد المزيفة انفصالًا بين مكونات الخشب والمواد الصناعية. يحذر الخبراء من أن بعض الأنواع المغشوشة الحديثة تستخدم مركبات كيميائية محسنة قد تخدع الحواس، مما يتطلب دمجًا بين الاختبارات الحسية والعلمية للتأكد من الجودة.