عوامل تؤثر على سعر خشب العود في العصر الذهبي
chenxiang
5
2025-07-12 06:25:40

عوامل تؤثر على سعر خشب العود في العصر الذهبي
تتأثر أسعار خشب العود بشكل كبير بجودة الراتنج الطبيعي الموجود داخله. فكلما زاد تركيز الزيوت العطرية وتشكلت طبقات سميكة من الراتنج عبر السنين، ارتفعت القيمة السوقية. تشير دراسات السوق إلى أن العود ذو الراتنج الذي يتجاوز عمره 50 عاماً قد يصل سعره إلى 300 دولار للغرام الواحد. كما أن لون الراتنج يلعب دوراً حاسماً، حيث يتميز اللون البني الداكن المائل إلى الأسود بأعلى مستويات الجودة وفقاً لتقارير خبراء العطور الشرقيين.
تختلف التقييمات أيضاً بناءً على طريقة الاستخراج. فالعود المُستخرج من الأشجار البرية النادرة في غابات كمبوديا يُعتبر أغلى بنسبة 40% مقارنةً بالأنواع المزروعة، وذلك لندرة المصدر وتركيبة التربة الفريدة التي تؤثر على رائحة الرتنج. تؤكد جمعية تجار العود الدولية أن الأشجار التي تنمو في مناطق مرتفعة ذات رطوبة معتدلة تنتج راتنجاً أكثر تعقيداً في تركيبه الكيميائي.
السياقات التاريخية والثقافية وأثرها على التسعير
يمتد تأثير التاريخ على تسعير خشب العود إلى أكثر من ألف عام. المخطوطات الصينية القديمة تشير إلى أن ملوك أسرة تانغ كانوا يدفعون ذهباً وزناً بوزن العود عالي الجودة، وهو تقليد استمر في الثقافة العربية حيث أصبح العود رمزاً للرفاهية في القصور الأموية. اليوم، تحتفظ القطع الأثرية المحتوية على راتنج العود القديم بقيمة متاحفية تتجاوز قيمتها التجارية بمراحل، وفقاً لبحوث جامعة القاهرة في تاريخ التجارة العربية.
لا يزال للبعد الروحي تأثير واضح على السوق. ففي دول الخليج، يرتفع الطلب على أنواع معينة من العود خلال شهر رمضان والأعياد الدينية بنسبة 70%، مما يدفع التجار إلى رفع الأسعار بشكل موسمي. تشهد المعارض التراثية في دبي وأبوظبي إقبالاً كبيراً على القطع التي تحمل قصصاً تاريخية، حيث يدفع الهواة مبالغ إضافية مقابل القيمة الرمزية المرتبطة بالعود.
التقلبات السوقية وتأثير التقنيات الحديثة
أدت التطورات في تقنيات التقطير إلى خفض أسعار بعض الأنواع بنسبة 25% خلال العقد الماضي. أنظمة الاستخلاص بالضغط العالي تسمح باستخراج كميات أكبر من الزيوت، لكن الخبراء يحذرون من أن هذه الطرق تقلل من عمق الرائحة مقارنة بالطرق التقليدية البطيئة. وفقاً لمجلة "عالم العطور" المتخصصة، فإن المزج بين التقنيات الحديثة والطرق اليدوية القديمة يُنتج منتجات متوسطة السعر تناسب السوق الجماهيري.
من ناحية أخرى، ساهمت منصات التجارة الإلكترونية في زيادة الشفافية السعرية. بيانات منصة "سوق العود" الإلكترونية تظهر فرقاً سعرياً يصل إلى 180 دولاراً للغرام الواحد بين الموردين لنفس النوع، وذلك بسبب اختلاف معايير التقييم. أدى هذا إلى ظهور خدمات خبراء مستقلين لفحص الجودة عبر الفيديو المباشر، مما خلق طبقة سعرية جديدة تعتمد على ضمانات الجودة المباشرة.