أصل خشب العود الداغاني وخصائصه الفريدة
chenxiang
4
2025-07-12 06:23:31

أصل خشب العود الداغاني وخصائصه الفريدة
يعود أصل خشب العود الداغاني إلى غابات إقليم داغان في جنوب شرق آسيا، حيث تُعتبر التربة الغنية والمناخ الاستوائي الرطب عوامل حاسمة في تكوين رائحته المميزة. تُفرز أشجار العود عند إصابتها بفطريات طبيعية مادة راتنجية عطرية كجزء من آلية دفاعها، والتي تتراكم على مدى عقود مكونة اللب الداخلي الثمين. تختلف جودة الخشب باختلاف عمر الشجرة ومدى تعرضها للعوامل البيئية، مما يجعل قطع الداغاني النادرة تُقدر بأسعار خيالية في الأسواق العالمية.
تشير الدراسات إلى أن التركيب الكيميائي لراتنج الداغاني يحتوي على مركبات مثل "السيسكويتربين" و"الفينولات"، والتي تساهم في تعقيد رائحته وطول بقائها. تُظهر التحاليل المقارنة تفوقه كميًا على أنواع العود الأخرى في نسبة المواد الطيارة ذات التأثير النفسي، مما يفسر استخدامه التاريخي في طقوس التأمل والعلاجات الشعبية.
الدور الثقافي والاقتصادي للعود الداغاني
يحتل العود الداغاني مكانة رمزية في التراث العربي، حيث ارتبط استخدامه بالضيافة الفاخرة والمناسبات الدينية الكبرى. تُشير مخطوطات القرن العاشر الميلادي إلى استخدامه في تعطير المساجد والقصور السلطانية، بينما تحول اليوم إلى عنصر أساسي في صناعة العطور الفاخرة. تُقدّر حجم الصادرات السنوية لإقليم داغان من هذه المادة بأكثر من 200 مليون دولار، وفقًا لتقارير منظمة التجارة العالمية 2023.
يواجه الإنتاج تحديات بيئية خطيرة بسبب الاستغلال المفرط، حيث تحتاج الأشجار إلى 30-50 عامًا لتكوين راتنج عالي الجودة. أطلقت الحكومة الإندونيسية مؤخرًا مبادرة لإعادة التشجير مع فرض حصص صارمة للحصاد، بالتعاون مع منظمات دولية للحفاظ على التوازن البيئي. يُعتبر تطوير تقنيات التلقيح الصناعي للفطريات أحد الحلول الواعدة لزيادة الإنتاج دون الإضرار بالغابات القديمة.
التحديات الحديثة في تقييم جودة العود
أصبحت عملية فرز العود الداغاني الأصلي من المزيف معضلة كبرى في ظل تطور تقنيات التزييف. تعتمد المعايير الحالية على فحص ثلاثي الأبعاد للنسيج الخشبي وقياس نسبة المواد الطيارة عبر الكروماتوغرافيا الغازية. كشفت دراسة أجرتها جامعة الأزهر عام 2022 أن 40% من العينات المسوقة في الخليج تحتوي على زيوت صناعية مخلوطة بمسحوق الخشب.
تُطور شركات سويسرية حاليًا أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البصمة الكيميائية الفريدة لكل منطقة إنتاج. يقترح الخبراء إدراج شهادات المنشأ الرقمية مع تقنية البلوك تشين لضمان الشفافية في سلسلة التوريد، وهو ما بدأت تطبيقه دول مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية في أسواق العطور الراقية.