رائحة خشب العود الفيتنامي الفريدة وتأثيرها الثقافي

تشتهر فيتنام بإنتاج أخشاب العود ذات الرائحة العميقة والمعقدة التي تجمع بين الحلاوة الترابية ودفء التوابل. وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث العطور في دبي (2022)، تحتوي التركيبات الكيميائية لخشب العود الفيتنامي على نسبة عالية من "السيسكويتربين" بنسبة 34% مقارنة بعود كمبوديا (22%)، مما يفسر طول بقاء الرائحة لمدة تصل إلى 48 ساعة. تاريخياً، ارتبط استخدام هذا النوع من العود بالطقوس الدينية في الثقافة العربية، حيث يُذكر الشيخ ناصر العطية في كتابه "تاريخ العطور العربية" أن تجار مسقط كانوا يفضلون خشب فيتنام لتقديمه في الكعبة المشرفة خلال القرن الخامس عشر. اليوم، أصبح رمزاً للترفيه في المجالس الرسمية، حيث يُشكل 67% من العود المستخدم في دول الخليج وفقاً لتقرير غرفة تجارة دبي 2023.

الجودة الاقتصادية وتحديات الاستدامة

يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من خشب العود الفيتنامي الطبيعي بين 8,000 إلى 120,000 دولار، بناءً على نسبة الزيت ومكان الزراعة. لكن تقرير منظمة الفاو 2021 يحذر من انخفاض المساحات الزراعية بنسبة 18% منذ 2015 بسبب الاستغلال الجائر، مما دفع الحكومة الفيتنامية لفرض ضريبة تصدير بنسبة 35% لحماية الموارد. من ناحية أخرى، تظهر تجربة مزارع كوانغ نام نموذجاً ناجحاً للزراعة المستدامة، حيث تستخدم تقنية التطعيم الصناعي لزيادة إنتاج الراتنج دون إتلاف الأشجار. وقد سجلت هذه المزارع زيادة في الإنتاج بنسبة 40% خلال ثلاث سنوات، وفقاً لمجلة "الاقتصاد الآسيوي" (2023)، مع الحفاظ على جودة المنتج التي حصلت على شهادة "الإيكو-عود" من الاتحاد الأوروبي.