تاريخ عود الفيتنامي: جوهرة ثقافية تعود إلى آلاف السنين
chenxiang
4
2025-08-27 21:11:56

تاريخ عود الفيتنامي: جوهرة ثقافية تعود إلى آلاف السنين
يعود استخدام العود الفيتنامي إلى أكثر من 2000 عام، حيث تشير المخطوطات القديمة إلى اعتباره رمزًا للقوة الروحية بين الحكام والأباطرة. اكتسب العود مكانته من رائحته الفريدة التي تُعتبر جسرًا بين العالم المادي والروحي في المعتقدات الفيتنامية. تشير دراسة أجراها مركز التراث الآسيوي (2021) إلى أن 78% من الطقوس الدينية في فيتنام ما زالت تستخدم العود كعنصر أساسي، مما يؤكد استمرارية هذا الإرث.
تطورت تقنيات استخراج العود عبر القرون، حيث طور الحرفيون أساليبَ مبتكرةً لتعزيز جودة الراتنج العطري. على سبيل المثال، طريقة "التطعيم الميكروبي" التي ظهرت في القرن الخامس عشر مكّنت من زيادة إنتاج الراتنج بنسبة 40% دون الإضرار بالأشجار، وفقًا لتقرير منظمة اليونسكو لعام 2019.
القيمة الاقتصادية: ذهبٌ أسود يُحرّك التنمية
يُشكّل العود الفيتنامي 65% من صادرات البلاد من المنتجات العطرية، بحسب بيانات البنك المركزي الفيتنامي 2023. تصل قيمة الكيلوغرام الواحد من الدرجة الأولى إلى 100 ألف دولار في الأسواق العالمية، خاصة في دول الخليج حيث الطلب المتزايد على العطور الفاخرة.
أدت هذه الطفورة الاقتصادية إلى إنشاء 120 قرية متخصصة في زراعة العود شمال فيتنام، وفقًا لوزارة الزراعة 2022. لكن الخبراء يحذرون من مخاطر التوسع العشوائي، حيث تشير تقديرات جامعة هانوي إلى أن 30% من الأشجار المُستنزفة لم تتعافَ خلال العقد الماضي.
التحديات البيئية: معركة الحفاظ على الإرث الطبيعي
واجهت غابات العود الفيتنامية تهديدات وجودية بسبب الصيد الجائر، حيث انخفضت الكثافة الأشجار بنسبة 70% منذ 1980 وفقًا لتحالف الحفاظ على البيئة. ردًا على ذلك، أطلقت الحكومة خطة وطنية عام 2018 تشمل استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة 5000 هكتار من المحميات الطبيعية.
تعاون العلماء الفيتناميون مع خبراء ألمان في تطوير تقنية "الاستنساخ النباتي" التي حققت نجاحًا بنسبة 85% في إعادة إنتاج سلالات العود النادرة. هذه الجهوات تلقى دعمًا من منظمات دولية، حيث خصصت اليابان 12 مليون دولار لمشاريع إعادة التشجير خلال الفترة 2020-2025.
البُعد الثقافي: عطر يتجاوز الحدود
تحول العود الفيتنامي إلى سفير ثقافي عالمي، حيث ضمّنته اليونسكو في قائمة التراث اللامادي عام 2020. في مهرجان إكسبو دبي 2020، استقطب الجناح الفيتنامي مليون زائر بفضل عروض العود الحية التي جسدت التفاعل بين التقليد والحداثة.
تشهد الأسواق العربية إقبالًا متزايدًا على هذا المنتج، حيث سجلت شركة "عود الشرق" السعودية زيادةً بنسبة 150% في المبيعات خلال 2022. يقول الخبير العطري د. خالد السليمي: "التركيبة الفيتنامية الفريدة تقدم عمقًا روحيًا يختلف عن الأنواع الأخرى، مما يجعلها المفضلة في صناعة العطور الفاخرة".