الاختلافات في الرائحة الأساسية بين العود الفيتنامي والهايناني
chenxiang
2
2025-08-27 21:12:00

الاختلافات في الرائحة الأساسية بين العود الفيتنامي والهايناني
يتميز العود الفيتنامي برائحة عميقة وحلوة مع تلميحات من الفواكه الاستوائية والزهور الكثيفة، بينما يُعرف العود الهايناني برائحة أنظف وأكثر عُشبية مع لمسات باردة تشبه النعناع أو الكافور. وفقًا لدراسات أجراها خبراء العطور الآسيويون مثل د. ليانغ تشو (2020)، فإن التركيب الكيميائي للراتنج في العود الفيتنامي يحتوي على نسبة أعلى من مركبات السيسكيتيربين التي تعطي رائحة دافئة، بينما تتفوق المركبات الأوكسجينية في العود الهايناني على تعزيز الإحساس بالانتعاش.
تظهر هذه الاختلافات جليًا عند مقارنة عينات قديمة من المنطقتين؛ فالعود الفيتنامي الم Aged يطور نوتات خشبية غنية تشبه العسل المحروق، في حين يحتفظ العود الهايناني بطبقة مُرة خفيفة تُشبه رائحة الأرض بعد المطر.
تأثير المناخ والتربة على جودة الرائحة
تنمو أشجار العود الفيتنامية في مناطق رطبة ذات أمطار موسمية غزيرة، مما يزيد من إفراز الراتنج كرد فعل للإجهاد البيئي. وفقًا لتقرير منظمة الفاو (2021)، تُنتج هذه الظروف رائحة "مُعقدة" تجمع بين الحرارة والرطوبة في عبق واحد. أما في هاينان، فإن التربة البركانية والمناخ شبه الاستوائي الجاف تُسهم في تكوين رائحة أنقى، حيث تُشير أبحاث جامعة هاينان إلى أن المعادن مثل المغنيسيوم تؤخر عملية الأكسدة، مما يحافظ على النوتات الطازجة لفترات أطول.
من الجدير بالذكر أن ارتفاع أشجار هاينان عن مستوى سطح البحر (600-1000 متر) يقلل من تعرضها للملوثات، بينما تنمو الأشجار الفيتنامية على ارتفاعات منخفضة قرب الأنهار، مما يضفي على راتنجها مزيجًا من نوتات المياه العذبة والتربة الطينية.
الاختلافات في الاستخدامات التقليدية والثقافية
استخدم الحرفيون الفيتناميون العود لقرون في طقوس التواصل مع الأسلاف، حيث تُعتبر رائحته الكثيفة وسيطًا روحيًا مثاليًا. في المقابل، ركزت الثقافة الصينية على هاينان كـ"ملك العود" لتنقية أماكن التأمل، إذ تُساعد رائحته الباردة على تحقيق التوازن الذهني حسب فلسفة التاوية.
يشير البروفيسور أحمد المنصوري في كتابه "طريق البخور" (2018) إلى أن تجار القرن التاسع عشر فضلوا العود الفيتنامي للتبخير اليومي لسهولة اشتعاله، بينما خُصص الهايناني للمناسبات النادرة مثل الزفاف الإمبراطوري. اليوم لا تزال هذه التفضيلات موجودة في أسواق الشرق الأوسط، حيث يُشكل العود الفيتنامي 70% من الواردات وفق إحصاءات غرفة دبي 2023.
تفاعل الرائحة مع درجات الحرارة المختلفة
عند تسخينه بدرجة منخفضة (تحت 120°م)، يُطلق العود الهايناني نوتات حمضية تشبه قشر الليمون، بينما يحتاج العود الفيتنامي لدرجات أعلى (150°م) لإظهار طبقاته العطرية الكاملة. توضح تجارب معهد العطور الفرنسي (IFI) أن الهايناني يفقد 30% من مركباته العطرية بعد 30 دقيقة من الاحتراق، مقابل 15% فقط في الفيتنامي، مما يجعله أكثر اقتصادًا في الاستخدام الطويل.
يُفضل خبراء العطور مثل إلياس قطان خلط النوعين للحفلات، حيث يعمل الفيتنامي كـ"قاعدة" دافئة، بينما يضيف الهايناني إشراقة علوية تشبه عبير الصباح الباكر في الغابات.