العوامل المؤثرة في أسعار خشب العود
chenxiang
4
2025-07-11 06:38:25

العوامل المؤثرة في أسعار خشب العود
تختلف أسعار خشب العود بشكل كبير بناءً على عوامل متعددة، يأتي في مقدمتها المصدر الجغرافي. تُعتبر دول مثل إندونيسيا وماليزيا وفيتنام من أكبر المنتجين، حيث يتميز خشب العود الآسيوي بكثافة الرائحة وجودة التركيب الكيميائي. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة بوغور الزراعية في إندونيسيا عام 2022، فإن الأشجار التي تنمو في المناطق الاستوائية الرطبة تنتج راتنجاً أعلى جودة بنسبة 40% مقارنة بالمناطق الأخرى.
من ناحية أخرى، يشهد خشب العود العربي طلباً مرتفعاً بسبب ندرته وارتباطه بالتقاليد المحلية. تشير تقارير غرفة تجارة دبي إلى أن أسعار العود العربي قد تصل إلى 300 دولار للغرام الواحد، خاصة إذا كان مُستخرجاً من أشجار معمرة تجاوز عمرها القرن.
درجات الجودة وتأثيرها على التسعير
تُصنف جودة خشب العود إلى ثلاث فئات رئيسية: "الدرجة الأولى" التي تحتوي على نسبة راتنج تزيد عن 70%، و"الدرجة التجارية" بنسبة 40-70%، و"الدرجة المنخفضة" لأقل من 40%. يوضح الخبير الاقتصادي د. خالد السعدي أن الفارق السعري بين الدرجة الأولى والتجارية قد يصل إلى 500% في الأسواق العالمية.
تستخدم معايير خاصة لتقييم الجودة، مثل اختبار الكثافة النوعية حيث يُغمر الخشب في الماء. الخشب عالي الجودة يغوص مباشرةً بسبب امتلاء مسامه بالراتنج، بينما تطفو الأنواع الأقل جودة. أظهرت عينات من معهد استانبول للعطور التقليدية أن عينات الدرجة الأولى تحتفظ برائحتها لمدة 72 ساعة متواصلة، مقابل 12 ساعة فقط للدرجات الدنيا.
عمر الشجرة ودورة الحصاد
تتطلب أشجار العود ما بين 20-50 عاماً لتكوين راتنج عالي الجودة. تشير منظمة الفاو إلى أن الأشجار التي تُحصَد قبل 15 عاماً تعطي منتجاً أقل قيمة بنسبة 80%. هذا العامل يفسر سبب ارتفاع أسعار قطع العود المستخرجة من الغابات القديمة في كمبوديا التي تعرضت لقطع جائر خلال العقود الماضية.
تتبع بعض الدول أنظمة حصاد ذكية، مثل ماليزيا التي تطبق تقنية "الثقب الدقيق" التي تسمح باستخراج الراتنج دون إتلاف الشجرة. وفقاً لتقرير وزارة الزراعة الماليزية 2023، ساهمت هذه التقنية في خفض أسعار المنتج بنسبة 18% مع الحفاظ على جودته.
التقلبات السوقية والعوامل الموسمية
تشهد أسواق العود تقلبات حادة مرتبطة بمواسم الأعياد الدينية. بيانات من بورصة العطور في باريس تُظهر ارتفاعاً بنسبة 200% في الطلب على العود خلال شهر رمضان، مما يدفع الأسعار إلى الذروة. في المقابل، تنخفض الأسعار بنسبة 30% خلال الفترات غير الموسمية في أوروبا.
تؤثر الأزمات الجيوسياسية بشكل مباشر، حيث أدت النزاعات في جنوب الفلبين عام 2021 إلى تعطيل طرق الشحن الرئيسية، مما تسبب في ارتفاع الأسعار بنسبة 45% خلال ثلاثة أشهر فقط. يُنصح المستثمرون بمراقبة تقارير منظمة التجارة العالمية لاتخاذ قرارات شراء مدروسة.