المناطق الجغرافية الرئيسية لإنتاج خشب العود في كمبوديا
chenxiang
6
2025-07-11 06:38:24

تعتبر كمبوديا من الدول الرائدة في إنتاج خشب العود عالي الجودة، حيث تتركز مناطق الإنتاج الرئيسية في المقاطعات الغنية بالغابات الاستوائية. تُشير الدراسات التي أجراها معهد الأبحاث الزراعية الكمبودي إلى أن مقاطعات راتاناكيري وموندول كيري وكوه كونغ تحتل المراكز الأولى في الإنتاج، وذلك بسبب توفر الظروف البيئية المثالية من تربة خصبة ومناخ رطب. تنتشر أشجار العود في هذه المناطق بشكل طبيعي بين الغابات الكثيفة، مما يمنح الخشب نكهة فريدة تختلف عن أنواع العود الأخرى في المنطقة الآسيوية.
تتميز منطقة راتاناكيري الشمالية بوجود أشجار عمرها يتجاوز القرن، حيث يساهم طول فترة النمو في زيادة تركيز الزيوت العطرية داخل الخشب. أما في كوه كونغ الساحلية، فإن القرب من البحر يعطي رائحة مُميزة تحتوي على ملحقات معدنية طبيعية، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية للأخشاب العطرية عام 2022.
العوامل البيئية المؤثرة على جودة العود الكمبودي
تلعب العوامل المناخية دوراً حاسماً في تحديد خصائص خشب العود، حيث يساهم الموسم المطير الذي يستمر 8 أشهر سنوياً في تغذية الأشجار بكميات كبيرة من المياه. تؤكد دراسة أعدها البروفيسور نغوين فان ثانغ من جامعة هانوي أن الرطوبة العالية في كمبوديا تحفز إنتاج الأشجار لمواد راتنجية بتركيز أعلى بنسبة 40% مقارنة بالمناطق الأقل مطراً. كما أن التنوع البيولوجي في الغابات الكمبودية يوفر نظاماً بيئياً متكاملاً، حيث تعيش أنواع فطرية خاصة تساعد في عملية التخمير الطبيعي للخشب.
من الجدير بالذكر أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الجفاف (من نوفمبر إلى أبريل) يساهم في تسريع عملية تبلور الراتنج داخل الألياف الخشبية. هذه الظاهرة المناخية الفريدة تفسر سبب احتلال العود الكمبودي المرتبة الثالثة عالمياً من حيث القيمة السوقية، وفقاً لتقرير سوق العطور الفاخرة لعام 2023.
الأساليب التقليدية في حصاد ومعالجة العود
تحافظ المجتمعات المحلية في كمبوديا على تقنيات حصاد وراثية تعود إلى القرن الرابع عشر. يتم اتباع مبدأ "القَطْع الانتقائي" الذي يسمح باستخراج الأجزاء الغنية بالراتنج دون الإضرار بالشجرة الأم. تشير السجلات التاريخية في معبد أنغكور وات إلى أن الحرفيين كانوا يستخدمون أدوات نحاسية خاصة لتجنب تأكسد الخشب، وهي ممارسة ما زالت مستمرة حتى اليوم في قرى مقاطعة برياف ينغ.
تتم عملية المعالجة وفق نظام دقيق يمتد لـ 3 سنوات، حيث يمر الخشب بمراحل متتالية من التجفيف الطبيعي والتخمير تحت الرمال النهرية. يوضح الحرفي الكمبودي سوك سان أن "السر الحقيقي يكمن في مزج تقنيات التجفيف البطيء مع الخبرة في تحديد التوقيت المثالي لكل مرحلة". هذه الأساليب الموروثة ساهمت في حصول العود الكمبودي على شهادة المنشأ المحمية (PGI) من الاتحاد الأوروبي عام 2021.