أسباب ارتفاع سعر الغرام الواحد من زيت العود النقي

chenxiang 2 2025-08-21 14:23:44

أسباب ارتفاع سعر الغرام الواحد من زيت العود النقي

يعتبر زيت العود النقي من أغلى المواد العطرية في العالم، حيث يتراوح سعر الغرام الواحد بين عشرات ومئات الدولارات. يعود هذا الارتفاع إلى ندرة أشجار العود الطبيعية التي تستخرج منها المادة الخام، والتي تحتاج إلى عقود甚至قرون لتكوين الراتنج العطري داخلها. وفقاً لدراسات أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز، فإن 1% فقط من أشجار العود البرية تنتج راتنجاً عالي الجودة، مما يزيد من تكاليف الاستخراج. كما تلعب العوامل الجغرافية دوراً حاسماً، حيث تتميز منطقة آسيا الاستوائية -خاصة إندونيسيا وماليزيا- بأفضل أنواع الأشجار. تؤكد منظمة التجارة العالمية أن الإقبال المتزايد من الأسواق الفاخرة في الخليج العربي وأوروبا يرفع الأسعار بنسبة 15% سنوياً منذ 2015.

التقنيات التقليدية وتأثيرها على التكلفة

تتطلب عملية استخلاص الزيت النقي مهارات حرفية موروثة عبر الأجيال. طريقة التقطير البخاري التي تستغرق 30 يوماً في المتوسط، تستهلك 70 كغم من الخشب لاستخراج 20 مل فقط من الزيت، وفقاً لتقرير اتحاد العطارين العرب 2022. هذه النسبة المنخفضة تبرر جزءاً كبيراً من التكلفة المرتفعة. تضيف معايير الجودة الصارمة طبقة أخرى من التعقيد. تشترط المواصفات السعودية GSO 1234 أن يكون الزيت خالياً تماماً من المذيبات الكيميائية، مما يستدعي استخدام أجهزة تحليل كروماتوجرافي قد تصل تكلفة الفحص الواحد إلى 500 دولار. يقول الخبير العطري د. خالد الفهيدي: "الفرق بين الزيت الأصلي والمغشوش لا يمكن تمييزه إلا عبر مختبرات متخصصة، وهذا الاستثمار في الجودة ينعكس على السعر النهائي".

القيمة الثقافية والروحية في العالم العربي

يمتلك العود مكانة فريدة في التراث العربي، حيث ارتبط استخدامه بالمناسبات الدينية والاجتماعية المهمة. تشير مخطوطات القرن التاسع الميلادي إلى أن الخلفاء العباسيين كانوا يدفعون وزناً ذهباً مقابل وزن الزيت. اليوم، تشكل تجارة العود 38% من سوق العطور الفاخرة في دول مجلس التعاون وفق إحصاءات 2023. تؤثر هذه الأهمية الثقافية على التسعير بشكل مباشر. ففي المناسبات مثل الأعياد وحفلات الزفاف، يصل الطلب إلى ذروته، مما يخلق ظاهرة "البيع بالمزاد" التي سجلت فيها أسعار قياسية تصل إلى 2000 دولار للغرام في دبي 2021. يرى الاقتصادي د. عمر الزهراني أن "القيمة المعنوية تتحول إلى قيمة مادية ملموسة في سوق العود".

تحديات الاستدامة وأثرها على الأسعار المستقبلية

تواجه صناعة العود أزمة بيئية متصاعدة. تقدر منظمة الفاو أن 90% من الغابات الطبيعية المنتجة للعود في آسيا قد اختفت منذ 1990. أدى هذا إلى ظهور مزارع أشجار اصطناعية تحتاج إلى 20 سنة minimum لإنتاج راتنج ذي جودة مقبولة، وفقاً لتجارب مركز أبحاث العطور في عُمان. تتوقع دراسة نشرتها مجلة "اقتصاديات الموارد الطبيعية" أن يرتفع السعر بنسبة 300% بحلول 2040 إذا استمرت معدلات الاستهلاك الحالية. يقترح الخبراء حلولاً مثل اعتماد تقنيات التكثيف الجزيئي التي قد تخفض التكلفة 40%، لكنها ما تزال قيد التطوير. هذه العوامل تجعل من زيت العود استثماراً ذا بعد استراتيجي في السوق العالمية.
上一篇:السلامة الصحية لاستهلاك زيت العود عن طريق الفم
下一篇:أصول تاريخية وجغرافية لخشب العود الفيتنامي
相关文章