السلامة الصحية لاستهلاك زيت العود عن طريق الفم
chenxiang
1
2025-08-20 09:46:06

تثير مسألة استهلاك زيت العود عن طريق الفم جدلاً واسعاً بين الخبراء. تحتوي التركيبة الكيميائية للزيت على مركبات مثل السيسكويتربين والألدهيدات التي قد تكون سامة عند تناولها بجرعات عالية. دراسة أجرتها جامعة الملك سعود عام 2020 أظهرت أن 60% من العينات التجارية تحتوي على نسبة من الرصاص تتجاوز الحدود المسموح بها للاستهلاك البشري.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الاستخدام الداخلي للزيوت العطرية يجب أن يقتصر على المنتجات المعالجة طبياً. لا يوجد تصنيف غذائي لزيت العود في المواصفات القياسية العربية الموحدة، مما يجعله غير خاضع لرقابة الجهات الصحية في معظم الدول العربية.
التقاليد الطبية والاستخدام التاريخي
على الرغم من المخاطر الحديثة، تظهر المخطوطات الطبية العربية القديمة استخدامات محدودة للعود الفموي. ابن سينا ذكر في القانون استخدام قطرة واحدة مذابة في العسل لعلاج الربو، لكنه حذر من الإفراط. في الطب الشعبي اليمني، ما زالت بعض القبائل تستخدم محلولاً مائيًا من الزيت لعلاج آلام المعدة.
المشكلة تكمن في اختلاف طرق الاستخلاص الحديثة. تقول الدكتورة أمينة القحطاني من مركز أبحاث الطب التكميلي: "الطرق التقليدية كانت تستخدم التقطير البارد لمدة 40 يوماً، بينما تستخدم الشركات الحديثة المذيبات الكيميائية التي تترك آثاراً ضارة".
التداعيات القانونية والشرعية
من الناحية الشرعية، أصدرت هيئة كبار العلماء فتوى عام 2018 تحذر من استخدام المواد غير المخصصة للأكل في الاستهلاك البشري. تشير الفتوى إلى أن الزيوت العطرية تدخل في نطاق "الخبائث" إذا لم يثبت صلاحيتها للأكل علمياً.
نظاماً، تفرض معظم الدول العربية غرامات تصل إلى 50 ألف ريال على تسويق الزيوت العطرية كمنتجات غذائية. حالة شهيرة في الإمارات 2022 أدت إلى سحب ترخيص شركة كانت تروج زيت العود كمكمل غذائي لعلاج السرطان دون تراخيص صحية.
بدائل آمنة للاستفادة العلاجية
للاستفادة من فوائد العود دون مخاطر، يقترح الخبراء طرقاً بديلة. الاستنشاق بالبخار يحقق فوائد تنفسية بنسبة 70% حسب دراسة في مجلة الطب التكاملي. يمكن استخدام الزيت في الكمادات الموضعية لالتهاب المفاصل، حيث أظهرت تجارب سريرية تحسناً في 45% من الحالات.
توصي الدكتورة ليلى المرزوقي باستشارة أخصائيي الطب التكميلي المعتمدين قبل أي استخدام علاجي. توجد حالياً في السوق السعودية كبسولات عشبية مدعمة بمستخلصات العود الآمنة للاستهلاك تحت إشراف وزارة الصحة.